الشَّــمْعَة
شعر : مصطفى عراقي
" الشمعة التي أطفأتها هي من مال الله ومال المسلمين، وكنت أسألك عن أمرهم وحوائجهم وهي موقدة، فلما صرت لشأني وأمر عيالي أطفأتها"
(عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -
من كتاب "سيرة عمر بن عبد العزيز" لعبد الله بن عبد الحكم.)
-1-
شُعاعٌ يُؤَرْجِحُه الرِّيحُ ، يلْهو بِهِ..،
يتشبَّثُ في زيْتِنا المحترِقْ
يُجاهِدُ جيشًا يَسدُّ الأفُقْ
فيبزغُ ضوءٌ وليدٌ يعيد إلى دولةِ النورِ بعضَ الذي ضاعْ
يَشيدُ السناءَ شُعاعًا بكفِّ شُعاعْ
ليحميَ شمْعتنَا منْ أكُفِّ الغسَقْ
-2-
وشمْعتُنا أنتِ
ضوْءُكِ هذا الشَّفيفُ ينير لأفئدة الحائرين
ومن بيتهم جئتِ عامرةً بالألقْ
كأنكِ في حُلمهم نجمةٌ تحضن السائرين.
فهل تشعرين ببعض التعبْ؟
آنَ أنْ تستريحي وأنْ يستريحَ اللهَبْ
-3-
هنا كانتِ الشمعةُ المطمئنةُ تسمعهُ وهي ترنو بحبّْ
-4-
بكيتُهُ دُهُورَا
ذرفْتُ كلَّ ما تُطيقُ شَمْعَةٌ مِنَ الدُّموعْ..
سكبتُها بُحورَا
بكيتُ فيه رَحْمةً ورِقَّهْ
فقدته أبًا وقلْبًا عامرًا بالشفقَهْ
فهل أرى من بعده من يستحقُّ من أشِعَّتي الثِّقَهْ ؟!
- 5 -
كان إذا ما فرغَ الزَّيْتُ
يُمدُّني بماءِ قلبهِ
وإن تسللتْ أيدي الدُّجَى
يُظلُّني بِحُبِّهِ
لَكنَّهُ الموْتُ
قدْ حالَ بيننا
فصرْتُ وحْدي والظلامَ.... خيمَ الصَّمْتُ
بكيتُه ثمَّ بكى البيْتُ