حين رأيت نخيل الفرات رأيتك وحين البنادق غنت رأيتك وحين تزغرد فينا الجروح أراك وحين يُرعب الخوف فينا أراك فهلاّ ملئت الدنا من رؤاك وهلاّ بقيت هناك وهلاّ تركت الجلوس لتنبت فينا الفضيلة هلاّ تركت مفتاح بيتك في الغار حرّقت أيام ذلٍ بجذوةِ نار وقلت : "أنا التفاؤل فيكم وأنا اللون الذي يستطيب كبستان فاكهة تبدو جميلة وأنا اللون الذي لن يغيب لأن التغيب عندي مصيبة أنا الملون بالحب فيكم وأنتم ملاذ حروفي رغم سني الحياة الثقيلة وأنتم ملكتم حروفي وأنا المانح للحرف لون الفضيلة" هلا وقفت كشمس عنيدة تسلط شعاعاً من الحق فينا لنذل بالحق تلك الرذيلة فهلاّ أجبت ندائي ؟ حتى تخفف عني عنائي؟ فإني رأيتك أقسم أني رأيتك رغم ضبابٍ عنيد مقيت ورغم شوك لئم مميت رأيتك لأنك تغلب كل الضباب وتهزم جيش السراب وتكسر كل شوك الممات تنهضنا من ثقيل السبات رأيتك تطارد أشباح يأسي تعلمنا كيف نمارس فن التأسي فهلاّ بقيت هناك تنادي وأنت المسافر في كل وادي رأيتك تطعن إبليس فينا تحمي جدار الحياة المعنى رأيتك تلون بالخير ألواننا رأيتك تعانق أحلامنا تهذب نخل الفرات العتيق وتُعتق كل الرقيق تشد إليك البنادق وتبسط للحلم فينا النمارق فهلاّ بقيت كجذوة من دخان بقية من حنان لأني رأيتك أقسم أني رأيتك