|
وأتتْ إليّ تلومُني وتقولُ لي: |
ما عُدتَ عندي فارسَ الكلماتِ |
قد كنتَ تكتبُ فيّ أشعارَ الهوى |
بِاسمي رفعتَ قواعدَ الأبياتِ |
والآن ما لي لا أراكَ متيَّماً؟ |
أمللتَ حُبي وانطوَتْ صفحاتي؟ |
أنسيتَني؟ وبَخِلْتَ بالشِّعرِ الذي |
قد كانَ يسكنُني ويملأُ ذاتي؟ |
|
فسمعتُ منها قولَها في دهشةٍ |
وجَّهتُ وجهي نحوَها متسائلاً |
وتدفّقَتْ في نبرتي أنَّاتي: |
أحبيبتي.. أأنا نسيتُكِ؟ كيف ذا؟ |
يا مَن وهبتُكِ مُهجتي وحَيَاتي؟ |
أأنا نسيتُكِ؟ كيف أنسى مَن أرى |
في عينِها شِعري بكُلِّ لُغاتِ؟ |
أأنا نسيتُكِ؟ كيف أنسى مَن غَزَتْ |
بجُيوشِ رِقَّتِها رُبوعَ دَوَاتي |
فتحكّمت في حِبْرِها، ويَراعِها، |
وأناملي، فاستعمرَتْ كلماتي |
أأنا نسيتُكِ؟ فاسألي نجمَ السما |
زهرَ الرُّبى، أو فاسألي آهاتي |
تُخبِرْكِ أني حافظٌ عهدَ الهوى |
ما دُمتُ حياً، ثم بعد مماتي |
|
أحبيبتي.. أنا إن رأيتُكِ أشرَقَتْ |
ومن العجائبِ إنْ رحلتِ فلا ترى |
عيني، فأُسدِلُ فوقها عَبَراتي |
وأسيرُ وحدي لا أرى، فيقودني |
حُزني لأسكُنَ وَحْشةَ الحسراتِ |
أأنا نسيتُكِ؟! لا وربي لم أكن |
أنساكِ يا عمري وطوقَ نجاتي |
|
يا مَن رأيتُكِ في هواي أميرةً |
ورأيتُني فيه غلاماً خادماً |
ورضاكِ عني مُنتهى رغباتي |
إنْ كنتِ زاعمةً بأن مشاعري |
ماتت وماتت إثرَها أبياتي |
فلقد أتيتُ بكل أشعار الهوى |
في أضلُعي.. فتقبّلي مولاتي |
|
|