من جذوع النخل والزيتون
عصفوراً لدى الفجرِ ولدتُ
وَرَضَعْتُ الصَّمْتَ نسغاً
فَرَعِفْتُ
وغدا الصمتُ خنوعاً طالَ
فاستمرأتُ رَعْفي
ثم شبَّتْ بي خصالٌ
لست ادري أغِراسُ الحَيِّ
أم آلاءُ كَنْفي !
كان جدي
كان قومي
كان بأسي
كان مثلَ الطود انفي
كان لي قصراً منيفاً
ثم هاؤم أبتني بيتي بِرُكنٍ وادعٍ
في قَعْرِ كَهْفِ
ألفُ عامٍ لَمْ يَعُدْ لي مِنْ شَباةٍ
غيرَ حرفي
وخيولي أذعنت للريح
أسكتها الذهولُ
لم اعدْ ارتادُ ظَهراً
إنما مازالَ كأسي سلسبيلُ
وشعاع الفجر أغفى
لم يعد يوريه قرعٌ أو صهيلُ
والسنابك قصَّفتها هَجْعَةُ الإعصارِ
أدمى الليلُ خُفّي
لم يَعُدْ لي غَيْرَ رَجْعٍ مِنْ صدى
مِنْ حَمْحَماتٍ
وَدُعاءٍ, يا إلهي :
أعْلِ رَغْمَ الشَّامِتينْ
شَأنَ مولايَ أميرِ المؤمنينْ
أضْرِمِ الحَرْبَ ضَروسًا
بينَ كُلِّ الكافرينْ
ثُمَّ اَخْرِجْ مِنْ ضِرامِ الحَرْبِ
كُلَّ المسلمينْ
مثلما نَسْتَلُّ سَقْطَ الشَّعْرِ مِنْ قُرْصِ العَجين
ثُمَّ سَخِّرْ رَغْمَ اَنفي
قُرْصَ هذي الشَّمسِ واجْعَلْهُ بكفي
بَعْدَها لا بَأسَ إنْ متُّ وفتُ