قالتْ ليَ السّمراءُ : كمْ أهواكَ يا قيسَ الفؤادِ ولي بحبكَ مطْلبُ
قلتُ : اطلبي إني وليلى في الهوى كالدّرِ في صدفاته بل أقربُ
فإذا سألتِ القلبَ يوماً روحه سيجيءُ طوعاً بالمُنى ويرحّبُ
ولعمرِ ليلى إنْ رغبتِ بمهجتي لأتيتُ مصلوبَ الفؤادِ أقرّبُ
قالتْ : كفى أبغي وصالكَ يا فتى لتقرَّ عيني في الغرامِ وتطْربُ
اصْغِ إليَّ فإنَّ قلبي مُحْرقٌ وممزَّقٌ والجرحُ ليسَ يُطَبَّبُ
قلتُ : اسمعي جرحُ الأحبةِ مُذْ متى والناسُ تطلبُ طبَّه أو ترغبُ ؟
لا تحزني إنَّ الذي جمعَ القلو بَ على الوفا رحماتُه لا تنْضبُ
فلربَّما يأتي الطبيبُ فتبرأي إنْ شاءَ ربُّكِ والعقارُ مُجرَّبُ
قالتْ : هَلُمَّ فبرَّني إنَّ الهوى سَكَرَاتُه كالموتِ بل هيَ أصعبُ
قلتُ : اطمئني والإله يُعينني إني بُليتُ بما بليتِ وأغربُ
وتجلَّدي إني سأملي فاكتبي هذي خلاصةُ خِبْرةٍ لي تُنسبُ
كأسٌ به ( حبٌ وشوقٌ قدْ غلَا ) وتجرَّعِي تجدي الشكايةَ تذْهبُ
قالتْ : جُزيتَ الخيرَ كلَّ الخيرِ يا حبِّي فقلتُ : وليلتي لي أطْيبُ
تقبَّلوا حبِّي