وخز النوى» بقلم خالد عباس بلغيث » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى خطبة مكانة الصحابة وفضائلهم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نسائم الإيحاء» بقلم عدنان عبد النبي البلداوي » آخر مشاركة: عدنان عبد النبي البلداوي »»»»» الحافلة» بقلم تيسير الغصين » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» تضامن» بقلم ناظم العربي » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» قصائد بالعامية» بقلم سليمان أحمد عبد العال » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» جمالُ الحبيب» بقلم سليمان أحمد عبد العال » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» شوق مُمَرّد ..» بقلم ياسر سالم » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» هل الرسول(ص) حى ؟» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»»
أخانا الحبيب
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته وبعد
فأجدد الترحيب بأسئلتك الكريمة
فأما السؤال الأول فأستأذنك في إرجائه لأن الحديث عن النفس في غاية المشقة على القائل والسامع كليهما
وأما السؤال الثاني فأشكرك جزيل الشكر على تقييده بقولك:"بالنسبة إليك"
لأن هذه الصيغة الجميلة تجعل الإجابة هنا خاصة حتى لا تقيد المتكلم بالنواحي الأكاديمية الصارمة
فأقول وبالله التوفيق
إن الأدب الإسلامي بالنسبة لدي حلم قديم منذ بدايات توجهي إلى الأدب ، لأنني على ثقة بأنه أدب إنساني في الأساس وذلك أن الإسلام دين الفطرة ، فكان هو الأقدر دينا وفكرا وأدبا على مخاطبة الإنسان بما هو إنسان مؤلف من روح وجسد، في انسجام فريد ، وتوازن حكيم
وعندما أقول الفطرة فإنني أعني الفطرة السليمة التي لم تنتكس ولم تتنكب الطريق السوي، حتى لو تعرضت لبعض الوساوس .
وقد أخبرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن أن هذه الوسوسة دليل على سلامة الإنسان
" شكا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم له أنه ينتابهم بعض الوساوس التي يكرهونها ولا يحبون التكلم بها ، فقال لهم عليه الصلاة والسلام : " الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة ".
( رواه أبو داود عن عبد الله بن عباس ( 5112 ) وصححه الألباني كما في صحيح أبي داود . )
ولهذا قيل لبعض السلف : إن اليهود و النصارى يقولون : لا نوسوس . قال : صدقوا ! وما يصنع الشيطان بالبيت الخرب ؟! .
(ابن تيمية : مجموع الفتاوى" (22/608) .
ومن ثم كان الأدب الإسلامي هو أدب الإنسان (مبدعا ومتلقيا) في تجلياته المختلفة وطموحاته العليا التي تحلق في السماء ، وفي نوازعه البشرية ، ونواقصه الطبعية في الوقت ذاته ، ما لم تتحكم فيه تحكما يخرجه عن معاني الإنسانية الجميلة الجليلة .
أما مفهومي عن الأدب الإسلامي فينبع من النظر في المصطلح نفسه ثم في مجاله ، ثم في ثمرته
يقول علماؤنا :"تعريف الفن أحد الأمور التي يتوقف الشروع فيه على بصيرة عليها. ومنها موضوعه وغايته وفائدته" (حاشية الصبان على الأشموني 1: 36)
فللوصول إلى تعريف الأدب الإسلامي لا بد من معرفة رُكني المصطلح:
أولا : الموصوف(الأدب)
ثانيا : الصفة (الإسلامي)
فلكي يكون الأدب إسلاميا لا بد أن يكون "أدبا" أولا
فلا يشفع لأي نص أن يقول قائله إن " إسلامي" بل لا بد أن يكون محققا للأدبية أولا
أذكر هنا أن شاعرا قدم لقصيدة له في ندوة : بأنها عن الحجاب
فصاح أحد الحاضرين : الله ! قصيدة رائعة!
فقال له الشاعر : لقد تعجلتَ
كان عليك أن تصبر لتستمع إلى القصيدة أولا.
لقد ظن هذا الصائح أن القصيدة رائعة لمجرد أنها ذات "موضوع" إسلامي ، فدله الشاعر على أن الحكم هنا متعجل لأنه لم يلتفت إلى الشرط الأول وهو "الشكل" الأدبي حتى يكتمل الحكم بإنصاف وموضوعية.
فإذا كان الأدب الإسلامي شعرا فإن على الشاعر الإسلامي أن يكون على درجة عليا من إجادة "الشعر" وأن يكون على تمكن كبير بأدواته ، وعناصره كاللغة والعروض والخيال والعاطفة .
بل عليه قبل كل ذلك أن يكون موهوبا أولا وهي نعمة ربانية يحمد الله عليها ثم يعمل على صقلها وتهذيبها بالدراسة والنهم في القراءة
فلا يتوهم ان أي قصيدة تتضمن موعظة بليغة ستكون قصيدة جيدة ، بل ربما جاءت مجرد نظم مباشر خالٍ من الشعر والشعور والخيال والتصوير.
وإذا كان قصةً وجب على القاص الإسلامي أن يكون على دراية كاملة بهذا الفن وأدواته وخصائصه .. وهكذا في سائر الفنون القولية الأدبية
فلا يظن أنه إذا حكى قصة أو كتب خاطرةً ستكون أنموذجا للأدب الإسلامي لمجرد أن فيها عبرة حتى لو كانت مختلة البناء الفني ،
فالأدب الإسلامي إذن مثل أي أدب حقيقي : شكل فني ، ومضمون
وقد أشار إلى هذا الزمخشري قديما في تفسيره لقوله تعالى :"نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ".
والمراد بأحسن الاقتصاص : أنه اقتصّ على أبدع طريقة وأعجب أسلوب . ألا ترى أنّ هذا الحديث مقتص في كتب الأولين وفي كتب التواريخ ، وألا ترى اقتصاصه في كتاب منها مقارباً لاقتصاصه في القرآن . (الزمخشري : الكشاف )
فالعبرة هنا ليست في الحكاية ذاتها وإنما في أسلوب القصّ وطريقة العرض بإبداع وإعجاب.
هذا عن الموصوف ( الأدب) من ناحية الشكل والأداء والأسلوب بكل ما تدل عليه كلمة "أدب" من معنى، وما توحي به من جمال.
أما الوصف ب"الإسلامي" فهو على الدرجة ذاتها من الأهمية
ومعنى أن يكون الأدب إسلاميا فهو أن يكون صادرا عن تصور إسلامي واعٍ بالكون والحياة والإنسان
ولهذا لا يجوز حصر الأدب الإسلامي في موضوعات محددة مثل الوعظ ، أو الدعوة إلى جهاد المحتلين أو الترغيب في الجنة والترهيب من النار ، مثلا رغم أهمية هذه الموضوعات الجليلة العظيمة
بل ربما اختار الأديب الإسلامي موضوعات من الحياة أو الطبيعة كالحديث عن وردةٍ مثلا وتكون أنموذجا حقيقيا للأدب الإسلامي ما صادرة من تصور إسلامي واعٍ لموضوعه المختار
أما الموضوعات الإسلامية العظيمة المشار إليها فمن الممكن أن تكون موضوعا موفقا للأدب الإسلامي إذا عرضها الأديب بأسلوب أدبي موحٍ بعيد عن التقرير المباشر ، والوعظ المجرد من الشعور والتصوير.
وبهذا يتحقق الوجهان معا:
الأدبية : المتحققة بجودة الشكل أو الأسلوب أو الأداء
الإسلامية : النابعة من التصوُّر الواعي لرسالة الإنسان في هذه الحياة.
وقد جمع الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم بين الأمرين معا في قوله الشريف:
"إن من الشعر لحكمة، وإن من البيان لسحرا"
فجمع صلى الله عليه وسلم بين الحكمة"المضمون " وسحر البيان "الأسلوب الجميل"
كما أحب أن أشير إلى مسألة مهمة من مسائل الأدب الإسلامي عن طريق هذا السؤال
هل يجب أن يكون الأدب الإسلمي صادرا عن أديب "مسلم"
وأقول والله اعلم إن ذلك ليس شرطا
لأن الأدب الإسلامي هو أدب في ذاته بغض النظر عن قائله
فربما كان الأديب مسلما مثل أبي نواس ويصدر منه شعر بعيد كل البعد عن الأدب الإسلامي
في حين يقول عنترة الجاهلي:
وَأَغَضُّ طَرفي ما بَدَت لي جارَتي حَتّى يُواري جارَتي مَأواها إِنّي اِمرُؤٌ سَمحُ الخَليقَةِ ماجِدٌ لا أُتبِعُ النَفسَ اللَجوجَ هَواها
فهذا أدب إسلامي حتى لو كان قائله غير مسلم
وقد مثل أستاذنا الكبير الأستاذ محمد قطب للأدب الإسلامي بنص لطاغور بعنوان: رحلة إلى السوق
ونصوص أخرى له لأنها " تلتقي كلها بمنهج الإسلام"
(منهج الفن الإسلامي :203)
ويشهد لذلك ما ورد:
عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
رَدِفْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْماً،
فَقَالَ: "هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ شَيْءٌ؟".
قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: "هِيهِ"،
فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتاً.
فَقَالَ: "هِيهِ".
ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ بَيْتاً.
فَقَالَ: "هِيهِ".
حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْتٍ.
وقَالَ صلى الله عليه وسلم : "فَلَقَدْ كَادَ يُسْلِمُ فِي شِعْرِهِ".
ففرق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بين الرجل وشعره
وهذا يتفق مع قضية مهمة من قضايا النقد الأدبي هي أنه يجب التعامل مع النص الأدبي في ذاته
وهكذا أفهم الأدب الإسلامي أن يكون أدبا في أسلوبه الفني ، وأن يكون إسلاميا في رؤيته النابعة من ينابيع الإسلام الحنيف .
والله تعالى أعلى وأعلم
أخانا الكريم
أكرر الشكر لك جزيلا جميلا
والحديث موصول
وعلى الله قصد السبيل
الدكتور الأب الغالي الفاضل الكريم/ مصطفى
لم تخيّب ظننا فيكَ
فعدتَ حاملاً درارياً معك من عذب الكلام
أمتعتني وأنا أقرأ وأفدتني بهذي المعلومات
وقد أعجبتني كثيراً هذه الأبيات:
وَأَغَضُّ طَرفي ما بَدَت لي جارَتي...حَتّى يُـواري جارَتـي مَأواهـا
إِنّي اِمرُؤٌ سَمحُ الخَليقَـةِ ماجِـدٌ....لا أُتبِعُ النَفـسَ اللَجـوجَ هَواهـا
وقد صدق من قال أن الإسلام ليس بالهوية وبالبطاقة..بل في القلب والعقل والخلق
والدين المعاملة ..
أستاذي الكريم الفاضل مصطفى
أنتظر البقية بفارغ الصبر
ومودتي وتقديري
الله الله
ما هذا الحديث الممتع الشيق المثمر المفيد الثريّ؟!
أتابع أستاذنا الجليل د. مصطفى عراقي في كل حرف كتبه ها هنا، وأستمتع بكل فكرة وفقرة جاءت تحمل ثمرة عِلم وثقافة يفيض بهما عقل وقلب أستاذنا الجليل، بارك الله فيه وزاده من فضله.
في انتظار الإجابة عن بقية الأسئلة....
وربما أتيتُ بسؤال إن سمح لي أستاذاي ، د. عبد الفتاح، ود. مصطفى
بوركتما ودُمتما كبيرَين
د. مصطفى...منهمكٌ جداً
بالتصحيح
على رسلك يا أستاذ...فقد ذقت مرارة الاختبارات
الله الله
الحقيقة أن حوار الكبار كبير وعظيم ..
من خلال جوابك يا فضيلة الدكتور مصطفى على جواب واحد أمتعتنا وأفدتنا
فهلا أكملت مثل هذه الحوارية الرائعة النافعة ..
وفقكم الله أستاذنا وحفظكم ورعاكم
استفدت من هذا الحوار الكثير تحياتى
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله جلَّ جلاله عليكم أهل الجود والكرم ورحمته عزَّ وجلَّ وبركاته
وبعد ...
لكم من أخيكم أبي شامة المغربي مسكَ الشكر، وطيبَ التقدير على جميل احتفالكم بحروفي الحوارية العربية في رحاب هذه الواحة المزهرة، وعسَى أن يتقبلها باقي القراء الكرام، والقارئات الكريمَات بقبول حسن، وينبتوها نباتاً حسناً ...
دائماً في انتظار باقي حروف إجابات الأخ الكريم مصطفى عراقي
حياكم الله
أبو شامة المغربي
الكَلمَة الطيبَة صَدَقةٌ
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ...
حياكم الله ذو العزة والجلال والإكرام
د. عبد الفتاح أفكوح (أبو شامة المغربي)