|
بغدادُ آهٍ |
تدوي صواريخٌ وبعضٌ يطربُ |
من للعراق سوى الإله يعينها |
مادامت الحكّـامُ خوفاً تهربُ |
أخذ الطغاةُ برأيهم فكأنهم |
ملكوا الوجودَ وصحَّ فيهم مذهبُ |
أين الذين تزعّموا عصراً دجىً |
كلبٌ يقودهمُ بعربٍ يلعبُ |
لا ليس كلباً فالكلابُ وفيّةٌ |
وهي التي بنباحها لا تكذبُ |
لو كانتْ الدنيا تسيرُ بأمرهم |
لمحوا تنفّسنا وظلّ المُذنِبُ |
لكنَّّهُ اللهُ العزيزُ مقدّراً |
كلّ الحوادثِ فهو دوماً يغلِبُ |
من ينصرِ الرحمنَ يلقى نصرَهُ |
حقاً ونصرُ اللهِ يبقى المطلبُ |
دمْ يا عراقُ مجاهداً ومناضلاً |
معك العزيزُ ودعوةٌ وترقبُ |
إن ينسفوا هامَ النخيلِ فنخلكم |
في القلبِ طالَ النجمَ عنهم يُحجبُ |
لا ينسفون سوى الديارِ وحالها |
بعد العراكِ يطيبُ فيها المشربُ |
للصّبر كونوا بالمعينِ تجلّداً |
فالحبلُ أخرُهُ مصيراً يسحبُ |
إن سادَ ظلمٌ فالشموسُ دوامُها |
تضوي الحقائقَ كي يزول الغيهبُ |
بغدادُ آهٍ لن أقول فإنّني |
ألقى صمودكِ للعروبةِ يَندبُ |
فيك الجذور تشبّثتْ وتعمّقتْ |
في الأرضِ وعليكِ التعززُ يَطنبُ |
والقصف حرّك في الشعوب قلوبَهم |
بترَ السواعدَ والقرارُ مذبذبُ |
وجفونُ عزِّكِ نافضاتُ نعاسِها |
وسهامُ قلبكِ في العداوةِ تنشبُ |
تدمي شرايين المخاوف جمّةً |
ويشوّه الأبدانَ منكِ المخلبُ |
قالوا وقالوا واللسانُ فعالهم |
كذبوا وجملتُهم رغاءً تُعربُ |
زعموا من الأهداف بدلُ قيادةٍ |
كذبوا فليس لنا يباعُ الحبحبُ |
من أنت يا مزعومُ رائسُ عالمٍ |
حتّى يدارُ على يديك الكوكبُ |
هذا عراقٌ سوف يبقى عرقُنا |
إذ ساحَ منهُ دمٌ ظلاماً يُسكبُ |
فهو النخيلُ وعرقُ تاريخٍ مضى |
ولنا سيبقى نهرهُ لا ينضبُ |
دمْ بالإله شموخَ تاريخٍ وكنْ |
درساً لهُ رغم الدّروس سيرسبُ |