السلام عليكم ورحمة الله
يروي لنا الشيخ علي الطنطاوي هذه الحادثة الطريفة التي وقعت له فيقول :
جاءني مرة وكنت في عنفوان الشباب أكتب في أوائل كتابتي في الرسالة
ثلاثة من الغرباء عن البلد , لم يعجبني شكلهم ولم يطربني قولهم , فوقفت
على الباب أنظر إليهم فأرى الشكل يدل على أنهم غلاظ , وينظرون إليّ
فيرون فيّ (ولدا ) , فقالوا هذه دار فضيلة الشيخ الطنطاوي ؟
قلت كارها:
نعم ..
فقالوا : الوالد هنا ؟
قلت : لا..
قالوا : فأين نلقاه ؟
قلت :في مقبرة الدحداح على الطريق المحاذي للنهر من جهة الجنوب .
قالوا :يزور أمواته ؟
قلت : لا .
قالوا: إذا ؟
قلت : هو الذي يزار...
فصرخ أحدهم في وجهي صرخة أرعبتني وقال : مات ؟
كيف مات ؟ قلت : جاء أجله فمات ..
قالوا عظم الله أجركم , إنا لله وإنا إليه راجعون , ياخسارة الأدب ,
قلت : إن والدي من أجلّ أهل العلم ولكن لم يكن أديبا ..
قالوا :مسكين أنت لاتعرف أباك .
وانصرفوا وأغلقت الباب وطفقت أضحك وحدي مثل المجانين , وحسبت
المسألة قد انتهت فما راعني العشية إلا الناس يتوافدون عليّ فأستقبلتهم
فيجلسون صامتين إن كانوا لايعرفون شخصي , ومن عرفني ضحك وقال :
ماهذه النكتة السخيفة ؟ قلت : أي نكتة ؟ فأخرج أحدهم الجريدة وقال :
هذه ؟ هل تتجاهل ؟ فأخذتها وإذا فيها نعي الكاتب كذا وكذا علي الطنطاوي .
المصدر : مجلة المعرفة
وهذه طرفة شعرية
قال أحدهم : يصف أميرا ظالما
قـد بلينـا بـأمير ... ظلم الناس وسبّح
فهو كالجزار فيهم .... يذكر الله ويذبح
وللجميع التحية