( 1 )
قـَـبـِّـلْ شهيدكَ...
قــَبْــلَ أنْ يعلو بأجنحة الملائك
نحو آفاق الجنان الشاسعات
عليه مِن مسكٍ يفوح فيملئُ الأكوانَ
لونا أحمرا
ينبوعهُ الصدر الحنونُ
وذلك القلب الطهور
يضخ كالنضاختين
بعالم الملكوت
عند المنتهى
بدم الشهادهْ
قـَبـِّـلْ شهيدك
لا أعز إليك مِن هذا الشهيدِ
فإنه حيٌّ يقولُ :ـ
لقد علوتُ
قد اجتباني اللهُ
عند رسولهِ
في الخالدين
أبَـشـِّـرُ الأحباب في الدنيا
بنيل شفاعتي
حقا
فلا هم يحزنونْ
قَـَـبـِّـلْ شهيدكَ
كم يحن إليك
كم يهواك
قد سارتْ مواكبه
عليها النورُ
من دار الفناءِ
إلى البقاءِ
هناك في دار المُقامةِ
بالبهاء وبالكرامهْ
لكنني...!!
وأنا أراك على شهيدك
تذرفع الدمع الهتون
تصارع الأنات والأحزان
أهتفُ قائلا بالصَّـمْـتِ :ـ
لابأسٌ عليك ولا ملامهْ ؟؟
قـَـبِّــلْ شهيدك
إنه حيٌّ يراك ولا تراهُ
فإنْ بعلم الأرض !!
قد واريتَ شلواً
فاح عطرا
في ثراهُ
لقد تسامى في السماءِ
إلى الذي يوما براهُ
بصدقه نال الشهادة
فهْـو هذا اليوم
في أسمى ذراه
وفاز مَن كانت عقيدته
شريعته
صراط الله
واستعلى بحبل الله
لم يترك عراه
وسار في فلك السلامهْ
قــَبـِّـلْ شهيدك ...
رافعا للرأس
لا ترجوا لجارك نجدةً
لا تلتفتْ نحو الور اءِ
مع ظلام الأرض أغلقت الحدودُ
فلا طعام
ولا دواءْ