أنقذوني...
ركضت مسرعة , لهفتها لم تدع لها مهلة للتفكير,كيف دخل المستشفى؟ كيف وصل؟ حقا لا تدري!!!
لماذا لم يخبرها؟كيف يتصرف دوما بأنانيه مزعجة :كيف لا يملك للوقت صمام الأمان ؟الساعة الآن السادسة صباحا نائمة هي الدنيا هنا,وهناك في بلادها يبدأ اليوم مع شروق الشمس حتى مغربها!!!
لن تنسى عبارته المأثورة:
-أنا استطيع فعل أي شيء!
كانت ردهة المستشفى هادئة و شبه نظيفة, ركضت لا ترى ولا تريد أن ترى تفاصيل أي شيء سألت عن رقم الغرفة , وصلت لم تجد أحداً !
أمسك احدهم بيدها فانتفضت خائفة تسحب يدها بخوف.
- من أنت؟
-أنقذيني يا ابنتي إنني أموت
-ماذا يمكنني أن أقدم لك أكثر مما تقدمه المستشفى؟!!
-أنت رائعة بلباسك المهذب, توحي لي بالراهبات , والنور يشع ُّ في وجهك الملائكي الأروع يمكنك فعل الكثير..إنني أموت أريدك معي , بقربي ,علميني الدعاء.. الصلاة, لقد قصرت رغم أنني لم آكل ولم اقترف حراما عمري ...موحد والله موحد, ساعديني إنني أموت.. يا الله.
تعجبت جدا ولم تجد إجابة.
الموضوع صعب للغايه. كيف ستتهرب من تلك المهمه؟ وبما أنه شيخ كبير فلم تجد مانعا بعد تفكير.. من عمل أي شي هدفه خير بإذن الله,فنحن هنا ربما نعتبر مهمة كتلك , تكفير عن نفس متعبه حارت في مسار الحياة,ربما...
-لست أفضل منك حالا صدقني لكل ٍ أوجاعه الخاصة,..لكنني سأحاول,أعدك بذلك.
اتخذت من مقعدا قريبا جلسه مناسبة لها.
رددتْ مما تعرفه وهو يردد ويبكي..يصلي ويشهد الشهادة كل دقيقه خوفا من موته المحتم....
أخرجت من محفظتها كتيبا صغيرا وتذكرت ما شاء لها أن تتذكر...
كانت الشمس تستطع بحنان ونورها غطى الغرفة حتى لكأنه يؤازرها في مهمتها الغريبة تلك .
-لقد عطلتك يا ابنتي أليس كذلك؟؟ سامحيني, لكنك لست من أهل تلك البلاد على ما يبدو .
-نعم يا عمي..جئت من بلاد بعيدة زميلي في الجامعة علمني الإسلام وأرسل ما شاء له أن يرسل حتى فهمته تماما, وأحببته بصدق,.يريدني زوجا وأنا أحبه...انتظر موافقة أهله ...
-موفقه يا ابنتي,أتمنى لك كل الخير.إنك تبحثين عن الحقيقة...
-لكن ليس هو المسلم الذي أبحث.......
-!!!!!!!!!!أشهد أن لا اله إلا الله
-عمو , يا عمو...
نادت الممرضة
دست النبض
اتصلت بالهاتف
-المريض جوزيف مات...
-!!!!!
أم فراس 5/7/ 2008