**
كَاقْتِصَاصِ الرِّيحِ فِي فَصْلِ الخَرِيفْ
مِنْ وُرَيْقَاتِ الشَّجَرْ
كَاهْتِيَاجِ المَوْجِ فِي وَجْهِ الصْخورْ
لاطِماً فِيهَِا الكَدَرْ
أَنْتَ مَعْلُولٌ بِدَاءِ السَّيْرِ فِي كُلِّ طَرِيقْ
خَلْفَ رُهْبَانَ الفِكَرْ
بِكَ أَشْلَاءٌ تَنُوحْ
وَنُدُوبٌ وَقُرُوحْ
مَهْمَلُ النَّفْسِ تُوَارِيكَ الزَّوَايَا
مُوغَلٌ تَلْعَنُ إِدْرَاكَ النَّوَايَا
ثَلِمَ الدَّهْرُ خُطَاكْ
فَرَمَاكْ
سَخَطاً تَجْحَدُكَ الأَرْضُ وَتُقْصِيكَ هُنَاكْ
لَسْتَ تَدْرِى مَا هُنَاكْ
غَيْرَ شَيْطَانٍ يَرَاكْ
لاتَرَاهْ
لا تَرَى إلا ثَرَاهْ
***
مُهْمَلٌ تَسْتَاكُ هَذْيَا
وَتَحُكُّ اللِّحْيَةَ الشَّعْثَاءَ وَالقَمْلُ يُغِيثُ الصَّدْرَ عَرَّا
حَيْثُ تَسْقِي كُمَّكَ المُثْنَى سُعَالا
كُلَّمَا رَوَّيْتَهُ ثُرْتَ انْفِعَالا
أيَنَمَا سِرْتَ تَعَثَّرَتَ عِثَارَا
وَبِأَنْيَابِكِ خَيَّطْتَ النِّعَالا
هِيَ مَالَكْ
فَتَوَسَّدْهَا قِرَارَا
وَتَمَطَّاهَا نَهَارَا
وَبِهَا اضْرِبْ قِطَطَ الحَيِّ تُبَارِيكَ فِرَارَا
ثُمَّ قَلِّبْ فِي المَزَابَلْ
عَلَّ فِيهَا مِنْ مَآكِلْ
***
مُثْقَلٌ تحْقُنُ دُنْيَاكَ بِأَنْفَاسِ الدُّخَانْ
تَنْتَشِي هَيْمَانَ بَلْ سَكْرَانْ
بَلْ صَرِيعاً لَسْتَ تَدْرِي كَيْفَ يَحْوِيكَ الزَّمَانْ
حَيْثُمَا يَمَّمْتَ يَرْثِيكَ المَكَانْ
بَاسِماً فِي وَجْهِ مَنْ
لَسَتْ تَدْرِي
وَلِمَنْ
كَيْفَ تَدْرِي
وَعُيُونُ اللَيْلِ غَضْبَى
شَزَرَتْ تَكَتُمُ غَيْظَا
لَوْ أَرَادَتْ لَأَغَارَتْ فِيكَ شُهْبَا
إنَّمَا تُدْرِكُ أنْ مَا لَكَ ذنْبَا
***
مُعْزَلٌ أَنْتَ وَقَوْمُ الحَيِّ تَأْبَى
أَنْ تُوَاسِيكَ وَأَطَرَافُكَ جَرْبَا
لَوْ بِإِمْكَانِهِمُو زَرْباً فَزَرْبَا
تِلْكُمُ النَّاسُ فَمَا أَنْتَ مُؤَانِسْ
لا وَلا أَنْتَ مُجَانِسْ
فَدَعِ الحَيَّ لَهُمْ
أَوْ تَعَرَّى
أَيُّهَا البَالِي احْتِقَاراً فِي أَحَادِيثِ الغِنىَ أَنَّى تَرُوحْ
وَافْتِقَارُ الحَالِ مِنْ فِيكَ يَفُوحْ
أَيُّهَا المُنْفَى وَعَيْنَاكَ يُقَاضِيهَا العَنَا
كَمْ تَمَنَّيْتَ ائْتِنَاثاً بِهِ تُغْرِي مَنْ زَنَى
هَذِهِ الدُّنْيَا دَنِيَّةْ
فِي تَمَادِيهَا سَخِيَّةْ
كُلُّ مَافِيهَا عَدَا الخَلَّاقَ بَاطِلْ
كُلُّ مَنْ فِيهَا مُجَامِلْ
لِاشْتِهَاءِ النَّفْسِ حَامِلْ
غَيْرُ كَامِلْ
بَلْ وَآفِلْ