أجول الشوارع بحثاً عن عنوان خاطىء يتعثر به صداك , أغزل لك عطراً مكبوت الأنفاس, ومن أخاديد الصخر سقط ليس سهواً على الأرض رداس وأكدس لشفاهك قبلاً أصدأ لمعا لمعاً من صهيل الألماس.
أحتاجك دفئاً, عطراً ,روحاً, جسداً,قرباً , بعداً ,طفلاً,رجلاً, كهلاً إحساس.
يا قلم انزف فقسماً لن تروي ولو رصفت الطرقات دما.
يا عين لا تكفي ,فما الخنساء إلا نقطة من فرات ولو حفرت النيل دمعاً مازلت عن قدره في سبات.
أحتاج مسامحتاً لأفعى دست كرء السم في لحدك ,غفران لفتاة لوثت عطرك , لطفلة نهشت غطاء ليلك.
اليوم سأسدل ستائر غرفتي , وأطفأ نجوم لليلتي,وأغمض عيون دميتي
طفلة شريدة , مثخنة وجع , ممزقة هوية , لا تحمل منفى ولا وطن.
أنا هنا وأنا هناك في نبض نبضي , تقول غادة "عيناكـ قدري" وأقول : "قدري وقدر قدري".
أريد زمناً برهتاً أو, ثانية تستسلم بها الساعة لأكداس الصقيع,
سئمت صرير قبورها على أبواب مدينتي البليدة.
لن أحتفل اليوم إلا في مأتمي ولن أقرب ثوب زفاف إلا لقبري , لن أتزلزل بل سأتزمل
سئمت كل شيء. القلوب المستتر, العيون المضمرة , مدينتي البلهاء التي لم أعتدها منذ ثلاث سنوات ونيف.
الآن أحتاج لمسكن بسلاسل متغيره ففي هذه الساعة القمر المتضبع البياض يغمرني بجسد مطعون بلون أشباح الرماد.
أعلم أني بكل براءة وإختصار كنت لك كل الدمار, لكنك أنت من حولتني من مومياء قبري إلى شريان ينبض على هامش صفحة عمرك.
بلعنة قلمي أكشط النسيان عن الجراح المندملة.
أعلم كم أصبحت مملة ,كغراب ينعق كل صباح ,كفناجين القهوة في الصباح
من أراد ألم فليستل حرفاً لولاء من أراد صور سوداء فقد أصبحت سيدة الأموات.
كلماتي كقبر مفتوح, ينشد لحن ببلادة لا مبالية وأنا بكل سذاجتي أطعنك بأحرفي , أغمدها بصدركـ ببراءتي, أبحث عن مركب لأرمي حبيبي به لأفتديه ذات يوم, وأبكيه و أبكيه بلوعة أخرس تسحقه صخرة مدببة الحواف, تنتحر الأمواج ويجف البحر.
أحمله وأدور به كل السواحل,أجول الجبال الفولاذية الأشواك وأركع لكل محاريب الغروب فلا أجد بحر؟؟؟؟ نسيت أني قتلته منذ سبعة أشهر.
أعترف كان بودي قتلك وقتلي لعلي أجتمع بك ولو كان بالجحيم
لا زلت أذكر " هذا حرام " عذرا تناسيت كل المذاهب.
سأبكيك ونيران الجحيم تتراجع عند مقلتي, وجمرات الرغبة لا تجف عن سطوحي, ولا شيء سوى برد وسذاجة نابلس تلف جسدي الأسمر العاري.
أعلم رغم بعدك أنت الوحيد الذي تفهم صمتي , وتعلم ما تفعله بي نابلس الآن, بأنوارها التي لاتضيء زويا القلوب المطفئة, بضجيجها الذي يسحقني,ويزيد من عذابي وحرقتي, بعيونها الماكرة التي تقول هذا ليس مكانك أرحلي من هنا.
الناس بشوارع كالقطيع الشارد على الأرصفة الهاربة, والظلال في عيونها المنفية,وأنا في ركن الخلفي لسيارة والدي أرقب الوجوه الملونة بأحمر يعوي من خلالها الأصفر من المسام المفتوح.
أشعر أن أقدام الناس تتحرك فوق رأسي تهوي كالمطارق بلا رحمة وما أبي يحسبني تلك الطفلة
أهمس له : أنا خائفة وخائفة بكل سذاجة أخفني في صدرك العريض من وجوههم. لا أريد أن أستجدي خبز عطفهم المسموم ولا ينبوع حنانهم الجاف.
وما زال يسال ما بك صغيرتي
هو الآخر نسي أني ما عدت تلك الطفلة التي في عامها التاسع عشر..