|
بصيف أبها هنا تزهو المساءاتُ |
وفوق أهدابها تحلو اللقاءاتُ |
وفي جبال الجنوب الخضر منتجع |
تطيب فيه مع الأحباب أوقاتُ |
تزورنا السحب شوقا في أصائلها |
وليلها تتهادى فيه نجماتُ |
سبحانه من بكل الحسن أبدعها |
وكم لقدرته في الكون آيـاتُ |
فان شربت من الدنيا مرارتها |
وأرقتك بليل الهم آهـــاتُ |
أو ذبت في لجة الأحزان منتحبا |
وضيعتك ببحر الدمع مرساةُ |
شدّ الرحال إلى أبها فان بها |
تنسى الهموم وتنساك المعاناةُ |
ففي رباها ترى الأحلام راقصة |
وسوف تغريك بالأزهار جناتُ |
مناظر تخلب الألباب رؤيتها |
ومن طبيعتها الأرواح تقتـاتُ |
فبين أشجارها تنساب دالية |
وفوق أغصانها تشدو الحماماتُ |
وعند أغنية الصمت التي عزفت |
على مرابعها تحلو المناجـاةُ |
وفي مساءآتها تشدو بلابلها |
شعرا وتهدي سنا الأفكار مشكاةُ |
فيشرق الليل آدابا ومعرفة |
وفيه تسمو بنا للحب أبيـاتُ |
يا من عشقتم جمالا لا يكدره |
شيء من الخوف أو تفسده آفاتُ |
جئتم إلى داركم والله يحرسكم |
ففي بلاد الندى تبقى المسراتُ |
في ظل دولة من بالشرع قد حكموا |
وهذبتهم بدين الله آيــاتُ |
بنو على العز مجدا يزدهي ألقا |
قد خلدته وصاغته المروءاتُ |
سياحة ليس فيها من ينغصها |
والطهر يبدو إذ ابتدوا العباءاتُ |
أما الذين في الآفاق قد رحلوا |
من بعدهم تشتكي حتى المسافاتُ |
فربما انقلبت أفراحهم ترحا |
وربما تقتل الملهاة مأســــاةُ |
فكم سمعنا بما عانوا من ألم |
وقد تجيء بما تبكي الروايــاتُ |
فمرحبا ألف في أبها على سعة |
فهاهنا تحتضن الأرض السماواتُ |
شعر |
حسين أحمد النجمي |
عاشق الفل |
|