بسم الله الرحمن الرحيم
أعترف بأنني قتلتة000
يوجد بعض من الناس ممن أقترف ذنباً وجعله سجيناً في صدره ولم يخبر به أحد ولكن
يولد هذا الذنب كابوس يجثم على صدر صاحبة فتلد تناقضات غريبة في سلوك صاحبة
وهذا إفراز طبيعي لتركيبة البشر0 مد وجذر بين الجانب الصالح والجانب السيئ 0
وبما إنني اكتم في صدري منذ اكثر من 5 سنوات مضت هذا الكابوس المزعج
الذي اقلق منامي وقلب كياني أردت أن أبوح لكم بهذا السر الخطير لعلي ارتاح وأعقد
صداقة مع النوم وراحة البال بعد أن تبت من فعلتي وتبرأت منها
وتبداء قصتي أنة في ليلة من شتاء شديد البرودة و شديدة السواد وأضافت
صوت الريح وهزيم الرعد وزخات حبات المطر بعض من وحشية تلك الليلة المخيفة 0
إذ دعاني صديق عزيز لتناول طعام العشاء في مزرعته القريبة من مدينة
جدة ولأني دقيق في المواعيد لم أشاء أن أحضر متأخراً وخاصة أن العزيمة
على شرفي ومن أجلي 00
فتوجهت بسيارتي إلى المزرعة المذكورة مجاملة لصاحبي لأن تلك الليلة
سيلعب فريقي المفضل ضد منافسة التقليدي وأريد أن أشاهد المبارة
بمنزلي وخاصة أن صديقي من النوع الذي لا يحب كرة القدم أو أي رياضة أخرى
تناولت عشائي بسرعة فاستأذنت من مضيفي وسمح لي بعد إلحاح وترجي
فتوجهت عائداً وأنا أسابق الريح وبما ان تلك الليلة صعبة الرؤيا 0
لم اشاهدة وهو يقطع الطريق أمامي إلا بعد ان اصبح يفصل بينة
وبين سيارتي بعض من السنتيمترات وحصلت الفاجعة 0
نعم لقد دهسته بسيارتي أني أتذكر تلك اللحظة وهو يقطع الطريق وقد كان
يعرج قليلا ولن أنسى تلك النظرة التي رمقني بها وقد كانت الأخيرة
لم أتوقف بل تابعت سيري وأنا انظر إلى الخلف ولاكن لم يكن أحد
بالشارع في ذاك الوقت الموحش والمظلم
وتأكدت بأنني في الأمان ونسيت عذاب الضمير 0
لقد ارتبكت قليل ولكن سرعان ما نسيت الحدث مع ما تبقى من المبارة
ولكن حينما بدأت إلى الخلود للنوم بدأت اشباحة تطاردني
وأنا أتذكر عائلته أمه و أبية واخوته وهم ينتظرون فلذة كبدهم
وحينما سطعت شمس جديدة آذنة ببدء يوم جديد قررت ان اذهب إلى
موقع جريمتي لأستطلع الأمر فيقال المجرم لا بد آن يأتي لمكان جريمته
والغريب في الأمر أنة حينما وصلت إلى مسرح الجريمة لم أجد الجثة
في مكانها وكأن أحدا نقلها هل علمت عائلته بالأمر أسئلة تمزق رأسي
فأخذت أتسائل أيكون بقى على قيد الحياة أم ذويه وعائلته قد علموا بالخبر
وسارعوا إلى نقلة ليموت بين أهلة وأحبائه 0
ولكي استعلم أكثر ذهبت إلى منزل صاحبي الذي ضيفني بمزرعته فأخذت أتحدث
معه عن بعض الأمور الجانبية والعادية لعلة يخبرني
بالحادث ولكن لم يتطرق نهائياً إلى مثل هذه الأمور لا من قريب ولا من بعيد
خمس سنوات مرت على الحادث ولم ُيعلن عنها وتأكدت بأنة لم يرني أحد
ولكن عذاب الضمير يؤرقني وعقدة الذنب تلاحقني
لذا قررت آن أعترف لكم وبكل صراحة بأنني أنا من ارتكب تلك
الحادثة البشعة معلناً للجميع بأن من فقد قط ( بس ) في بعض الأقاويل ( هر )
ولونه احمر وأبيض وبه عرجه ( حذفية للجهة اليمنى ) بأنني أنا الفاعل والقاتل
ومستعداً للتعويض الذي يرضي صاحبة
ولو لزم الأمر مني بأن أهدي عائلة القط المقتول بأي عدد من الفئران التي
يحددوها و يطلبوها وذلك لأطيب خاطرهم ومقدما تعازيه الحارة إلى ذوي الفقيد
وصاحبة ولإبراء ذمتي أحببت أن أعترف لكم وبكل شجاعة ( أنا الذي قتل القط )
همسة تعقبها زفرة
في خضم الأحداث الموجعة التي تمر على أمتنا العربية والإسلامية لم أجد سوى أن اضحك واضحك حتى تهطل دموعي وبعدها اخلد إلى النوم