|
أنا يا حبيبة ما ضللت طريقي |
رغم الحصارِ المرِّ والتضييق |
أمشي على حدّ الشفار مدججا |
بمبادئي في زفرتي وشهيقي |
دربي صراط الأنبياء تشدني |
نحو الرسالة والإباء عروقي |
من فلك نوح قد نسجت مراكبي |
وعبرت بالألواح كل مضيق |
ومشيت فوق النار يسري في دمي |
عهد لإبراهيمَ خيرِ رفيق |
ألا أبالي بالأخاديد التي |
سُجرَتْ لنصر عقائد الزنديق |
لي في وريد الجبّ روح رسالة |
منها قبستُ منارة لشروقي |
أعيتْ ظلامَ الظالمين وأعنتت |
حِيَلَ القصور وفتنةَ التصفيق |
أنا في نسيج الطور جسم خلية |
أعيا فراعنة الهوى تمزيقي |
روحي تحلق في حراء حمامة |
تشدو بعهد مشرق ووثيق |
تستلهم الوحي المقدس منهجا |
لحياة كون طاهر مرموق |
وتنثّ في الآفاق روح مبادئ |
يسمو بها الصينيّ والإفريقي |
أنا مسلم تطأ الثريا همّتي |
وشراك نعلي جبهة العيّوق |
ودمي عبير الأرض في معراجها |
يسري فيطلق في الزهور رحيقي |
جذري من الزيتون ليس تهزّه |
ريح الطغاة وقعقعاتُ صفيق |
نسجتْ عليه العنكبوتُ خيوطها |
مذ رحت أقفو سيرة "الصديق" |
فلئن طغى "دقيوس" وانتصرت له |
أمم من الإفرنج والإغريق |
فلسوف أبقى مخلصا لعقيدتي |
تتلو رعودي في الحياة بروقي |
آوي إلى كهف العقيدة مؤمنا |
بوثوق خطوي واتضاح طريقي |
ولئن كبوت فسوق أبقى شامخا |
لن يقتلوا بسهامهم تحليقي |
أسعى وفي إثري جحافل أمة |
من يومها شبّت على التطويق |
قد أتقنت فنّ الحياة وأقسمت |
ألا تطأطئ رأسها لرقيق |
وطوت على الدين الحنيف شغافها |
لم تلتفتْ لمعاول التمزيق |
واستعذبت في الله فيض جراحها |
ورأته خيط صباحها المعشوق |
لا تحسبي ضعفي إشارة ذلّّةٍ |
أنا يا حبيبة في الغياب شروقي |
وأنا على جمر الرباط مرابط |
وفمي يردد عهدة "الفاروق" |
سأظلّ مزروعا بحيفا "كرملا " |
حتى أنال براحتيّ حقوقي |