زمن الرسائل....................
بما أن (الغربه) (السفر) (الترحال)( الشوق ) ( الحنين ) أصبحت مفرداتٍ من
صميم قاموسنا اللغوي اليومي لا بد أن تتبع هذه المفردات ...مفرده أخرى هي كلمة
(الرسائل)
لكنني أرى أن هذه الكلمه بمفهومها التقليدي أصبحت على شفا حفرةٍ ولا بد
لها أن تصبح فقط في قاموس الذاكره كما آل إليه حال الكثير من مفرداتنا
*******
أنا من قريةٍ لم تصلها خدمة الهاتف إلا منذ سنواتٍ قليله وكان حالي كحال غيري
من أبناء قريتي والقرى المتاخمه لها _____أتواصل مع أهلي وأصدقائي وأحبائي
من خلال الرسائل ____وغالباً ما كنت أتمنى أن تصل إلينا خدمة الهاتف الأرضي
والموبايل أوإحداهما لكي يكون التواصل صوتياً وليس كتابياً
تحققت أمنيتي وأمنية غيري قبل سنواتٍ قليله وفرحنا كثيراً وأصبح هناك
تواصل شبه يومي مع الأهل والأصدقاء وباتت الأخبار تصلنا طازجه ونعرف كل
ما يحدث في بيوتنا وقرانا وبلداننا بنفس لحظة وقوع الحدث سواءً كان مفرحاً
أو محزناً
ولكني افتقدت ......الرسائل.........
افتقدت شرائي لأوراق الرسائل المزركشه والمنمنمه بشتى أنواع النقوش
والرسوم والصّور المعبره عن الشوق والمحبه ولقاء المحبين على شواطئ
الأشواق في ساعات الأصيل .............
افتقدت...........اختياري للورقه التي أكتب عليها كلماتي فلكلٍ له ورقةٍ خاصةٍ
فمنهم من كنت أكتب له على ورقةٍ كلاسيكيه ومنهم من أكتب له على ورقةٍ
ملونه ومنهم من أكتب له على ورقةٍ مزينه بصور القلوب المحبه.........
افتقدت خلوتي مع نفسي لصياغة كل ما يدور داخلي من مشاعرٍ جياشةٍ
لأرسمها على أوراقي شعراً ونثراً...............
افتقدت حساباتي للأيام والساعات والدقائق التي كنت أعدها متوقعاً بذلك
وصول رسالتي لمن أحب ..........
بالمقابل...........
افتقدت انتظاري لمن يأتي من أرض الوطن عله يحمل لي في جعبته رسالةً
ممن فارقتهم وانتظر أخبارهم
وعندما كنت استلم الرساله ............افتقدت لتلك المشاعر التي كانت تنتابني
لحظة فتحي للضرف بكل عنايةٍ وحذر لأنه كان من طبعي الإحتفاظ بكل رسالةٍ
بُعثت الي
افتقدت لذلك الشعور الجمبل الذي كان يمتلك احاسيسي عندما أشم الورقه
التي لامستها أيدي من أحب وأقرأها مراراً وتكراراً وبكل مره يسرح بي الخيال
لأتصور كل ما كُتب في السطور واستشف مالم يُكتب من ما بين السطور
******
إن للرسائل التقليديه طعمٌ خاص بها لا يستطعمه إلا من يعرفها
أما المسجات .........عبر الموبايلات ........والإيميلات عبر البريد الإلكتروني
فأحسها جامده ........مُتخشبه لا تحمل ذاك الدفء والصدق الذي عهدناه
بالرسائل التقليديه التي كانت تعطي للغربه طعماً أخر إلى جانب طعم العذاب
والشوق كانت تضفي عليها جواً من الرومانسية التي افتقدنا إليها
وبالطبع هذا رأيي الخاص وهذا ما أحسه فهل هناك من يشاركني إحساسي؟؟
شبلي