|
سأبكي عليَّ قُبَيْلَ المسيرْ |
وقبلَ احتجابي تحتَ الترابْ |
فأغرقُ حزنًا بدمعٍ غزيرْ |
وتقبضُ كفي قطافَ السَّرابْ |
مشيتُ الحياةَ بدربِ القديرْ |
به القلبُ يأبى ارتيادَ الضبابْ |
فكنتُ المُساقَ وكنتُ الأميرْ |
أخوضُ الحياةَ بغيرِ ارتيابْ |
دموعُ التقاةِ بحسنِ المآبْ |
تعيدُ النقاءَ لنفسِ الحزينْ |
وترفعُ عنهُ مريرَ العذابْ |
فيصمتُ نبضُ البكا والأنينْ |
يطوفُ عليهِ بشيرُ الثوابْ |
بومضِ البريقِ رضًا في العيونْ |
كأنَّ الجنانَ لها ألفُ بابْ |
تنادي جموعَ التقى المخلصينْ |
سمعتُ النداءَ بنورِ اليقينْ |
فجئتُ إلى النبعِ أبغي الرواءْ |
فشفَّ الفؤادُ بحبِّ المتينْ |
أعادَ لعمريَ وهجَ الضياءْ |
تبدلَ مرُّ الحياةِ المهينْ |
بحلوِ المعيشِ مع الأتقياءْ |
يقودُ طريقي كتابٌ مبينْ |
بشرعةِ ربٍّ مجيبِ الدعاءْ |
به الروح تسمو بثوبِ النقاءْ |
وتخلعُ ثوبَ الأنا والذنوبْ |
تناجي حبيبًا بأعلى السماءْ |
رحيمًا يزيلُ العنا والكروبْ |
إلهي أجرْنا فطولُ البلاءْ |
بأمَّةِ أحمدَ شقَّ القلوبْ |
وأبدلَ دربَ الرِّضا بالشقاءْ |
وغابَ الضياءُ بعصرِ الحروب |