|
رحل الجسم ، والقصيدة تبقى |
تحرق الغدر والمظالم حرقا |
وتبث الضياء في كل نفس |
غضبا يسحق التجنيَ سحقا |
وتنير الوجدان -حين يُُغَشَّى- |
برؤى تستقي التألق صدقا |
لم يمت من تعلَّق الأرض قلبا |
وكيانا من الزهور أرَقّا |
ومضي بالقصيدة العمرَ يهمي |
لفسلطينَ من حناياه عشقا |
ويصون الولاء : أرضا وعرضا |
ويقيم الوداد خطوا وخفقا |
شاعرٌ يحيا بالقضية فنا |
وكيانا بهمها مسترقا |
إيهِ ، محمودُ ، ما الذي كنت تبغي |
غير أن تصبح القصيدة أفقا |
يحمل الحرف للسلام غصونا |
ويذيق الطغاة رعدا وبرقا |
ويرى الحق سافرا يتجلى |
يمحق الزور والتملق محقا |
كم حملت " الجليل " عصفور حب |
لم يكن في اغترابه المرِّ يشقى |
وخطي حيفا في دروبك بيتا |
نحوه عروة المودة وثقى |
وفلطسينَ في حناياك خفقا |
عربيَّّ الطريق غربا وشرقا |
وكأن الرمال من كل شبر |
في فلسطينَ صرن ريشا وطوقا |
يملأ الكون زقزقات عذابا |
ومن الخير والتفاؤل يسقى |
مزجتْها رؤاك بالدمِ حرَّا |
فمسحت الأسى وفاء ورفقا |
الرفاق انتحَوْا ، فقمت ودودا |
تستعيد الرفاق عزما ورفقا |
وبثثت النداء منك قصيدا |
واقعيَّ الخيال ريانَ عِلْقا |
يدخل القلب دون إذن متى ما |
هزنا الشعر ، ليس يحتاج طرقا |
أمة الشعر نحن هل ثمَّ عار |
أن نجيد الإبداع في الشعر حذقا؟ |
ونشيد الجمال جنة خير |
ليس فيها من الورى من يشقى |
يعتلي الحق في رباها عزيزا |
يلتقيه الأنام سعيا ورزقا |
كم بنينا بالشعر صرح فخار |
وأعادت أشعارنا مُسْتَحَقَّا |
واستللنا سخائما من نفوس |
زادها الخلفُ والتناحر فتقا |
إنما السحر في القصيد حلال |
إن غدت فينا ألسن الصدق ذُلْقَا |
وتهدت خطى النبيين دربا |
وترقت مع الملائك بُلْقا |
نحن بالشعر لانناجي حبيبا |
أو نسوق الأشواق للقرب سوقا |
إنما نحصد التلاقيَ حبا |
في سنا أقصانا المبارك يرقى |
ما خبا للنضال فينا ضياء |
لا ، ولا صرنا للطغاة أرقَّا |
وطريق الكفاح دمع إباء |
ودماء بها المواطن تسقى |
كيف إن صارت الدموع بحارا |
بسوى الحب والتآلف تُرْقَا |
الملايين من بني وطني الأكبـ |
ـر باتوا يُحصَوْن : موتى وغرقى |
والمساكين في سكونهمُ ما |
توا برغم الأنفاس تُحْسَب نطقا |
هزهزتنا الخطوب فانتفض العز |
م كأنا الجبال تنشق شقا |
أو نسورعلى الفرائس تنقضُّ، ونحو الفضاء ترجع شوقا |
وأعدنا الأقصى بنصر حدته |
وملآنا بالعدل أنفس قوم |
فتقوا السلم والتعارف فتقا |
وأتوا يحملون حقدا مريضا |
من سعار الطغيان ينصبُّ دفقا |
فسقيناهمُ مودة دينٍ |
هي للكون حين يظمأُ أنقى |
وسكبنا من النفوس سلاما |
بفروسية الإباء مُحِقا |
كان هذا فيما مضى أفنرضى |
من هدير الماضي المغرد وُرقا |
وغد الثائرين فجر مطل |
من ثنايا الإصرار يخفق خفقا |
رب شعر أهاب بالناس يوما |
فمضوا للنداء رعدا وبرقا |
وأعادوا للأرض من أبعدته |
فرية تخلق المزاعمَ خَلقا |
وتجيد الإفك المنظم نهجا |
يخرق الواقع المحقق خرقا |
قوة الحق سوف تبرز يوما |
في وجوه الردى أحدَّ أدقَّا |
تسحق الغاصبين دمعَ الثكالى |
واليتامى ، وتسترد الحقا |
يرفض الضيم كل حر أبي |
ويرى العيش فيه ذلا ورقا |
إن تَرَجَّلْ عن الحصان ؛ فمن ذا |
فوق ظهر الحصان - درويش - يبقى؟ |