|
كُلُّ البِلاَدِ التِي مَرَّتْ عَلَى جَسَدِي |
كُلُّ الدُّرُوبِ التِي فِي القَلْبِ تَحْتَشِدُ |
كُلُّ الجِرَاحِ التِي لاَ زَالَ يَحْمِلُهَا |
قَلْبِي..وَ يُولَدُ مِنْ مِيلاَدِهَا العَدَدُ |
كُلُّ الحُرُوفِ..وَ كُلُّ العَاشِقِينَ..وَ مَا |
تَرْوِيهِ لِي كَلِمَاتٌ خَانَهَا السَّنَدُ |
لاَ أَدَّعِي لُغَةً أُخْرَى..وَ لاَ مُدُنًا |
وَ لاَ طَرِيقًا إِلَيْهَا فَوْقَ مَا أَجِدُ |
مَدَدْتُ فَوْقَ جِرَاحِ الشَّوْقِ مِنْ أَلَمِي |
جِسْرًا..وَ مِنْ كَلِمَاتِي مَا سَقَا المَدَدُ |
وَ مِنْ عُيُونِي.. بَيَاضَاتِ الهَوَى ثَمِلَتْ |
حُرُوفُهَا بِمِدَادٍ نَارُهُ الكَبِدُ |
شَرِبْتُ مِنْ أَلْفِ نَبْعٍ مُرَّ أَسْئِلَتِي |
وَ ظَلَّلَتْنِي جِرَاحٌ حُلْمُهَا زَبَدُ |
لَمْ يَبْقَ غَيْرُ رَصِيفٍ بَارِدٍ وَ دَمٌ |
تَبْكِي نَوَارِسُهُ الحَيْرى وَ تَرتَعِدُ |
وَ حَاوِيَاتُ جِرَاحٍ طَالَمَا كَتَمَتْ |
أَسْرَارَهَا..وَ شَكَا أَمْوَاجَهَا البَرَدُ |
تِلْكَ الخُطَى..خَبَّأَتْهَا الرِّيحُ فِي سُفُنٍ |
وَ رِحْلَةٍ لَمْ يَعُدْ يَدْنُو بِهَا المَسَدُ |
مِنْ فَرْطِ مَا حَاصَرَتْنِي ضَاقَ بِي وَطَنِي |
وَ فَرْطِ مَا طَارَدَتْنِي ضَاقَ بِي الأَمَدُ |
وَ لَمْ تَسَعْنِيَ مِنْ أَضْغَاثِهَا مِحَنٌ |
فَكَيْفَ لِي أَنْ أُدَارِيهَا.. وَ أَقْتَصِدُ |
وَ كَيْفَ لِي أَنْ أُدَاري جُرْحَهَا.. وَ أَنَا |
عَلَى عَصًا مِنْ سُبَاتِ الجُرْحِ أَسْتَنِدُ |
أَمُوتُ مِنْ هَمْسِ أَحْزَانِي عَلَى مُدُنٍ |
تَمُوتُ غَمَّا..وَ لَمْ يَشْعُرْ بِنَا أَحَدُ |
كَأنَّنِي لَسْتُ مِنِّي حِينَ أُبْصِرُهَا |
تَدْنُو.. وَ تُبْصِرُنِي أَنْأَى.. فَتَبْتَعِدُ |
أََرْمِي الزُّجَاجَةَ فِي بَحْرِي وَ أَرْقُبُهَا |
لَعَلَّهَا ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ دَمِي تَفِدُ |
لَعَلَّهَا تَكْتُمُ الأَسْرَارَ فِي سَفَرٍ |
وَ تُخْبِرُ القَمَرَ المَنْفَى بِمَنْ وُئِدُوا |
مَاذَا أُصَدِّرُ مِنْ جُرْحِي إِلَى بَلَدٍ |
غَيْرَ الذِي زَرَعَتْ أحْزَانَهُ البَلَدُ |
لاَ..لَيْسَ لِي غَيْرَ مَا أُبْدِيهِ مِنْ شَجَنٍ |
وَ لَيْسَ لِي فِي المَرَايَا مَا بِهِ أَعِدُ |
سَيَّانَ مَا تَجِدُ الأَنْهَارُ مِنْ حَجَرٍ |
وَ مَا يَجُودُ بِهِ جُرْحِي لِمَنْ زَهَدُوا |
أَمُدُّ ظِلْعِي..كََأَنَّ المَوْتَ يَسْبِقُنِي |
إِلَى تُرَابِي..وَ يَحْكِي حُلْمَ مَنْ رَقَدُوا |
تَنَامُ فِي كَهْفِهِ الأَحْزَانُ تَارِكَةً |
وَرَاءَهَا مُلْكَ مَنْ ضَلُّوا وَ مَنْ جَحَدُوا |
يُقَلِّبُ الدَّهْرُ فِيهَا سَاعِدًا وَ يَدًا |
ذَاتَ الجِهَاتِ..وَ تَحْنُو فِي المَسَاءِ يَدُ |
يَا حِبْرُ..لاَ تَكْتُبِ الأَحْزَانَ كَامِلَةً |
وَ دَعْ لِقَلْبِيَ شِبْرًا فِيهِ أَنْفَرِدُ |
وَ كُنْ رَفِيقِيَ فِي حُزْنِي عَلَى لُغَةٍ |
وَ كُنْ رَسُولِيَ فِي صَمْتِي لِمَنْ فُقِدُوا |
وَ كُنْ لِقَلْبِيَ بَحْرًا.. رَيْثَمَا مُدُنٌ |
تَرْسُو..وَ يُشْطِئُ فِي مِينَائِهَا الوَلَدُ |
وَ لاَ تَبُحْ بِحَنِينِ الحَرْفِ فِي لُغَتِي |
وَ لاَ تَخُنِّي إِذَا مَا خَانَنِي الجَسَدُ |
لاَ زَالَ يَنْبُضُ فِي قَلْبي تَلَهُّفُهُ |
وَ حُرْقَةٌ مِنْ رَمَادِ الجُرْحِ تَتَّقِدُ |