|
إذا لَجَّ همُّ الدهرِ و انداحَ مدلِجُ |
فلا تَلْعَنِ الظلماءَ .. لا بُدّ تُفرَجُ |
و لا تنسَ ذكْرَ اللهِ وحْشَةَ محنَةٍ |
ففي ذكْرِكَ الرحمن منجىً و مخرجُ |
و كُنْ في ركابِ الخَيْرِ و اسلُكْ دُروبَهُ |
يَكُنْ لكَ في كونِ الهداياتِ مَعْرَجُ |
تجنّب دُجُنّاتِ الضلال و غيّهِ |
فما فازَ من في حُلكَةِ الغيّ يدلُجُ |
و ما فازَ من يحدو إلى الشرّ قلبَهُ |
قيامَتُهُ شوْكٌ و دنياهُ عوسَجُ |
ألا إنّ قلبَ الوردِ بالوردِ عامرٌ |
و قلب السنا النوريّ بالنورِ أبلَجُ |
تنفّسَ فينا الصومُ هَدْياً مُعَنْبَراً |
فأشرقَ ديجورٌ و أمرعَ سَجْسَجُ |
ينضُّ بهِ النبضُ الزكيُّ على التقى |
بنَشْرِ أريجٍ هاجَهُ النّفْحُ ..يأرجُ |
فلا خير من بَرٍّ يبرُّ بِصَوْمِهِ |
يُعِدُّ لَهُ خَيْلَ الصلاحِ و يُسْرِجُ |
يقومُ بهِ ليلَ الخشوعِ على البُكا |
بُكاهُ تسابيحٌ و عيناهُ تلهَجُ |
فيا مُكرِمَ الدَمْعاتِ بالسّفْحِ خشيةً |
مِنَ اللهِ ما أبْهاكَ و الدمعُ يكرُجُ |
جواهر من نورٍ تشعُّ نقاوةً |
على رشدِ التقوى كما شعّ دُملُجُ |
هو الصومُ كَفُّ القلبِ عن شَطَحاتِهِ |
فلا حقد يُورَى أو نفاق يُدَلّجُ |
فإنّ خيوطَ الشرّ واهٍ نسيجُها |
(مُعفّنةٌ) فيها الخدرنقُ ينسجُ |
و مكرُكَ في أهليكَ خبثٌ و خسّةٌ |
و بَغضاكَ نارٌ_ما بَغَضْتَ_ تَأجّجُ |
فصافِهِمُ حُبّاً و أخلصْ ودادَهمْ |
عداوةُ من عاديتَ بالوصلِ تُفلَجُ |
و من يرتَفِعْ بالخُلْقِ يرفَعْهُ خُلْقُهُ |
و خُلْقُ الفتى تاجٌ لهُ و متوِّجُ |
أرى حالنا_و المجدُ يرثي لحالِنا_ |
إلى الموتِ لا للعيشِ في الذلّ أحوجُ |
أتَتْنا الرزايا قضّها بقضيضها |
على نفثاتِ الحيْنِ حُمْراً تَلجلجُ |
تجوسُ خلالَ العزّ و العزمِ .. ما بِنا |
رجالٌ تردّ الضَيْمَ .. و الخطبُ أهوجُ |
تمنْهَجَ أهلُ الخوفِ بالذلّ ذلّةً |
و ما شيمةُ الأتباعِ إلاّ التَمَنْهُجُ |
فدعهمْ..و بادرْ نارَها بِمُذرّبٍ |
إذا اشتدّ هَرْجُ الموتِ بالموتِ يهرجُ |
يُرقّشُ بالدمّ المفاخرَ كلّها |
و سودُ المنايا في الوغى تتبرّجُ |
و لا يرفعُ الفُرْسانَ إلا اندفاعُهم |
و لا يَضَعُ الخُوّانَ إلاّ التَحَشْرُجُ |