المَسَافَاتُ حَتَّى الثَمَالَة
رُبَّمَا كُنْتَ أَصْغَرَهُمْ
رُبَّمَا كُنْتَ أَطْهَرَهُمْ
رُبَّمَا كُنْتَ......
لَكِنَّكَ الآنَ وَحْدَكَ
تَبْنِي وَ تَهْدِمُ
تَبْنِي... وَ تَهْدِمُ
خَلْفَ المَرَايَا
وَرَاءَ التِّلاَلِ البَعِيدَةِ
فَوْقَ سُطُوحِ المـُدُنْ..
كَيْفَمَا شِئْتَ تَرْسُمُ هَـذِي القُرَى
وَ تُطَرِّزُهَا بِالظِّلاَلِ..
+++ +++
وَ حَتَّى وَ لَوْ كُنْتَ مِنْ أَجْلِهَا
فَرِحاً كَالعَصَافِيرِ
مُسْتَبْشَراً بِالمَسَافَاتِ حَتَّى الثَمَالَةِ..
مُنْهَمِكاً فِي كِتَابَةِ أَرْوَعِ مَا سَتَجُودُ بِهِ مِنْ قَصَائِدَ
حَتَّى وَ لَوْ حَمَلَتْكَ غَضَاضَةُ رُوحِكَ
نَحْوَ الذِي أَنْتَ تَعْرِفُهُ
ثُمَّ صِرْتَ إِلى وَجْهِهَا قَابَ قَوْسَينِِ
أَيْقَظْتَ جَنََّاتِهَا النَّائِمَهْ..
+++ +++
رُبَّمَا كُنْتَ أَجْمَلَهُمْ حِينَ تُوصِي جِرَاحَاتِكَ المُشْرَئِبَّةَ
خَيْراً بِهَا
يَتَآكَلْنَ .. يَظْفِرْنَ نَهْرًا مَنْ الوَقْتِ
يَحْمِي مَنَادِيلَهَا مِنْ حَرَائِقِكَ القَادِمَهْ.
+++ +++
غَيْرَ أَنَّكَ لاَ زِلْتَ وَحْدَكَ
تَحْمِلُ هَذَا الذِي أَنْتَ تَحْمِلُهُ مِنْ مَرَارَتِهِمْ
وَ تُسَافِرُ...
هُمْ أَفْرَغُوكً مِنَ الحُبَّ
مَلُّوكَ
قَالُوا مَرَايَاكَ أَخْطَأَتِ الرِّيحَ
مَنْفَاكَ غَادَرَ مَنْفَاهُ
لاَ بَحْرُ يَنَعَاكَ
لاَ غُرْبَةٌ
لاَ سُفُنْ
هُمْ تَوَفُّوكَ قَبْلَ الأَوَانِ
وَ أَهْدُوكَ ذَاكِرَةً مِنْ كَفَنْ
+++ +++
مَا الذِي تَسْتَجِيرُ بِهِ:
مُدُنٌ فِي خَرَائِطِكَ البَابِلِيَّةِ
وَ افْرَنْقَعَتْ
إِخَوَةٌ فِي الجِرَاحِ
وَ قَدْ فَارَقُوكَ
دَمٌ
وَ اسْتَجَارَ بِمَا لَمْ تَكُنْ تَتَمَنَّاهُ
هَا أَنْتَ وَحْدَكَ
تَبْنِي وَ تَهْدِمُ
تَبْنِي....وَ تَهْدِمُ
تَبْنِي.....
وَ تَهـْ .......
هَلْ تَبَقَّى لَدَيْكَ مِنَ الظِلِّ
خَارِطَةٌ تَسْتَغِيثُ بِهَا.