واو العطف
خطوت بسنوات عمري نحو الستين , ورغـم الكثير من الأمراض ، لا زلت أتمتع بحيــــوية وروح الشباب , لكن لم أتـزوج لسبب بسيط , هو أن امرأة ما لم تعلن عن حبها لي يوماً ما , رغم امتلاكي لكـل مواصفات فتى الأحلام , ولا أدري ما السبب.
كان بالأمس يوم السوق الأسبوعي لبلدتنا , حيث الزحام وأصوات الناس تصم الآذان , كنت قرب شارع فرعي من شوارع السوق, دلفتْ من أول الشارع امـرأة أعرفها منذ زمن بعيد , ابتسمت بجرأة ثم اقتربت وسلمت , بعفوية فسألتها :
- كيف حالك وحال زوجك ؟
- بخير
ثم قالت بجدية بدت على وجهها
- لقد مللته لدرجة الجنون
ضحكتُ وسألتها
لماذا ؟
- لأنني لا أحبه
- رغم مرور قرابة خمسة وثلاثون عاماً
- ولو بعد ألف سنة
- اتق الله يا امرأة
- بل أنت اتق الله فيًَ يا رجل
ذهلتُ وأدركت أن الأمر جد لا هزل فيه فسألتها من جديد :
- ماذا تقصدين ؟
- لأني أحبك ...
- ولماذا لم تعلميني بحبك ؟
أردفتُ سائلاً :
- ومنذ متى أعلنتِ حبك عليَّ ؟
- قبل أكثر من خمسة وثلاثين عاماً
بجرأة وعينيها دامعتان قالت :
- ويلك يا رجل !
- بل ويلك أنتِ , وماذا سيكون موقف أولادك ؟
- لم أرزق بأولاد , زوجي عقيم لا ينجب , وتزوجته على كره مني
سكتت وسرحتُ أنا وكلي ذهول , أيقظني سؤالها حين قالت :
- أتتزوجني إن خلعته ؟ أم أخلع روحي من عمري
- على كل حالٍ اتفقتُ معه على الطلاق و.... .
أبو عبد الله
د. خليل انشاصي
غزة / فلسطين .