وداعا يا راحلة
مدخل :
دقت ساعة الوجع .. متزامنة مع نواقيس الحزن
جاءت تعلن يوما طويل .. تغلفت فيه الضياء بوشاح الالم ..
و باتت كلها مظلمة ..
سكن الخوف بين الضلوع قبل ان يسكنه الوجع ..
و كأن كل ما مضى من عمر لم يكن سوى لحظات ..
فوجوه اليوم راحلة ..
و لم تخلف لنا وراءها سوى ذكرى ..
كدنا ننشغل عنها باللاشئ .. حيث كان الرحيل ينشد لنا بود شديد ..
ترانيم الوداع الابدي .. ترانيم موت قاتلة ..
رسالة :
هي رسالة باردة الاطراف من اشياء لم تكتمل الا بكِ ..
تصلبني على جدار الذكرى ..
و يقتلني ذاك الصوت الصدئ .. الذي ما فتئ يردد شهقتكِ الاخيرة آلاف المرات ..
حتى كاد يصم أذني .. يلقي نطفته في رحم صوتي ..
و يجبرني أن أصرخ آها مدوية تولد بعد مخاض عسير ..
يشل كل حبالي الصوتية ..
و يتربص بكل جزء في نارا حارة .. حرارة الصقيع في كبد الصيف ..
يا من رحلتِ في صمت ..
و ما خلفتِ وراءكِ الا ذكريات تناثرت فصولها هنا و هناك ..
هنا حيث امضيتِ صباحكِ وفنجان قهوتكِ ..
بابتسامة ما فارقت فاكِ حتى و انياب المرض كانت تنهش احشائكِ بنهم ..
و يداكِ الناعمتين تداعبان شعركِ المنسدل الملثم بالسواد بالفطرة ..
و هناك حيث كنا نمضي سويعات من الزمن رفقة قهقهات ملأت السكون صخبا ..
يا كل الرقة و الوفاء ..
الآن رحلتِ بعد ان لففتِ كل الأركان ببقايا صمت مترهل ..
و كسوتِ كل الزوايا أوشحة من كآبة ..
مضيتِ و مضى نبض الكون الى اللامكان ..
حيث سيؤدي إطباقُ الشّفاهِ ألماً الى النهاية ..
نهاية :
رحلتِ .. بعيدا ..
الى متواكِ الاخير .. انسلختِ من بين اهلك راحلة ..
عروسا بطرحة و فستان أبيض و ابتسامة ما عهدناها ..
و كأنك تدارين خلفها عن أعين الاحباب لوعة الفراق ..
و تكتمين صدى آهاتهم التي تتردد بألم في كل حناياكِ ..
و برموش مطبقة خجلا من ان يرى الحاضرون دمعتكِ المتحجرة
حزنا منكِ على الصغير منا قبل الكبير ..
و خلعتِ روحكِ من ردائها و ابتلعتِ غصة الفراق بسمةً
وضعتِها لندرك بمأساةٍ حلول النهاية ..
مخرج :
و قبل ان تمضي الى حيث الانشغال بمراسيم حياة جديدة ..
اردتُ أن أعلمكِ اني لن أنسى ..
لن أنسى أما ولدت من رحم أمي ..
وئام