الحاج مهند ... ؟
تعودت وبعض أصدقاء العمر أن نلتقي بعد الإفطار على إطلال بلدة جوشن الشماء , نستذكر الماضي, نتجاذب إطراف الحديث, نحتسي القهوة العربية في أجواء رمضانيه رائعة ... وما أن انتهى سامرنا الشاعري, حتى قادتني قدماي عبر الأزقة القديمة عائد الأدراج إلى بيتي .
انتابني وحشة وأحسست بشعور غريب , حيث خلت الازقه من المارة وساد سكون ووجوم ... تلفت يمنة ويسرة لم أر غير أضواء خافتة تتسلل عبر النوافذ, تتمازج وأصوات التلفاز راودتني أسئلة كثيرة فوضعت لها إجابات شبه مرضية ... الناس متعبة وفي العشر الأواخر من الشهر الفضيل ولعل برامج التلفاز ترفه قليلا عما يعتري أنفسهم من مرارة ومن ضنك العيش .
وصلت بيتي متأخرا , فوجدت الجميع يجلسون في هدوء وخشوع, وعيونهم شاخصة نحو شاشة التلفاز تبادر إلى ذهني أن أشاهد أخبار الجزيرة, ولكني تراجعت خشية أن أواجه موجة احتجاج عارمة ... !!!!!
ألقيت بجسدي المنهك وما هي إلا لحظات حتى رحت في نوم عميق أفقت على تسابيح المؤذن بصوته الرخيم
(تسحروا إن في السحور بركة ) وما أن انتهيت من تناول سحوري أديت صلاة الفجر وتوجهت إلى محلي التجاري البسيط في احد زوايا الحارة , أدرت المفتاح بهدوء خشية أن أزعج الجيران ... تسللت أصوات الجيران إلى مسمعي أطرقت السمع لأعي جيدا ما يقولون , سمعتهم بوضوح ..
اللهم اشفه وعافه , ... وعلًقت الجارة بكلمات حزينة إن إصابته خطرة ولكن الفضل لرجال الإسعاف ... الحمد الله .... الحمد الله .
صعقت من هول الحديث ولبيت نداء الواجب وهرولت نحو بيت الجيران استوضح الخبر وأشاركهم مأساتهم .
طرقت الباب بهدوء وبادرت من فتح الباب بتحية الصباح ... اللهم اجعله خيرا ؟ ما الخبر ؟ ... ومن الذي أصيب ؟
صعقت من إجابة الجار الذي رد سريعا .......... لا في الفلم ...... ! وأردف قائلا ... كأنك لا تتابع مسلسل ( نور ) .
شعرت بالخيبة ... وأجبت : لا والله يا حاج مهند ... !!!!!!!!