|
وَ لِي فُؤادٌ ؛ أَنَا أَودَعتُهُ - كَلِفُ |
- فِي صَدرِها - قَد غَزَاهُ الشَّوقُ ؛ وَ الَّلهَفُ |
فَمَزَّقَتهُ بِسِكِّينِ القِلِى شَغَفًا |
وَ أَرهَقَتهُ , فَلَمْ يَذَّمَّرِ الشَّغَفُ |
هَذا دَمِي ؛ مِنْ وَرِيدِ الشِّعرِ أَنزِفُهُ |
قَصِيدَةً - بِاضطِرابِ النَّبضِ - تَرتَجِفُ |
وَ مَا كَذَبتُ بِأَشعارِي ؛ وَ لَا نَكَثَتْ |
مِنِّي المَكاتِيبُ ؛ وَ الأوراقُ ؛ وَ الصُّحُفُ |
مُعَذَّبٌ - بِاحتِراقِ الحِسِّ - مُرتَطِمٌ |
قَلبِي - عَلَى جَلمَدٍ بِالبَينِ - مُنصَدِفُ |
وَ مُولَعٌ - وَيحَ مَنْ يَومًا وَلَعتُ بِها - |
وَ مُدنَفُ الحِسِّ , مَوهُومُ الهَوَى , تَلِفُ |
تَخَطَّفَتنِي بِكُلَّابَينِ مِنْ هُدُبٍ |
وَ أَطفَأَتنِي , كَأَنِّي - بَعدَها - سُدُفُ |
مَا صُدفَةً نَاوَشَتنِي الطَّعنَ مُقلَتُها |
وَ لَا جُزَافًا رَمَتها - فِي يَدِي - الصُّدَفُ |
بَلْ سَاقَها قَدَرِي كَي تَستَبِدَّ بِما |
أَكتَالُ إِذْ سَاءَنِي - فِي كَيلِي - الحَشَفُ |
فَعَاقَبَتنِي عَلَى عِشقِي بِذَبحِ فَمِي |
وَ شَنقِها قُبلَةً بِالحُبِّ تَعتَرِفُ |
أَرَى بِها مِنْ شُمُوسِ الحَرِقِ مَا سَفَعَتْ |
بِهِ جَبِينِي , وَ بَدرًا رَاحَ يَنخَسِفُ |
وَ غَيمَةً تُمطِرُ الأحلَامَ أُمنِيَةً |
وَ رَملَ بِيدٍ - نَزِيفَ القَلبِ - يَرتَشِفُ |
وَ مَهدَ طِفلٍ إِلَيهِ التَّوقُ يَجذِبِنُي |
وَ لَحدَ بُؤسٍ بِهِ الأضلَاعُ تَختَلِفُ |
وَ لَستُ أُدرِكُ , هَلْ حَقًّا لَقِيتُ بِها |
ظِلًّا وَرِيفًا ! أَمِ الرَّمضَاءَ أَزدَلِفُ ؟ |
جَهَنَّمًا مِنْ زَفِيرِ النَّارِ نَفثَتُها ؟ |
أَمْ جَنَّةً تَزدَهِي فِي رَوضِها غُرَفُ ؟ |
جُورِيَّةَ الخَدِّ ؟ أَمْ عِنَّابَةً عُقِدَتْ ؟ |
أَمْ دَالِياتٍ تَغَشَّى حَبَّها تَرَفُ ؟ |
أَمْ شَفرَةً تَشتَهِي لَحمِي بِنَصلَتِها ؟ |
أَمْ قَوسَ غَدرٍ رَمَانِي نَبلُها النُّجُفُ ؟ |
فَكَيفَ أَنظِمُ شِعرِي ؟ وَ الحِجا زَهَقَتْ |
بِهِ تَفاسِيرُ أَفكارِي إِذا أَصِفُ ؟ |
وَ كَيفَ مَا بَينَ فَكِّيِّ الصِّراعِ , عَلَى |
جَمرِ الحَقِيقَةِ يَستَهوِينِيَ الخَرَفُ ؟ |
مَرمَى أَمَانِيَّ - وَا شِعرَاهُ - مُمتَنِعٌ |
لَا غَايَةٌ بَلَغَتْ مَا فِيهِ , لَا هَدَفُ |
كَأَنَّنِي - بَعدَ سَحقِ الرُّوحِ فِي يَدِها |
رُغْمَ امتِنَاعِيَ - بِالوَيلَاتِ مُنصَرِفُ |
جُيُوشُ عَزمِي - فِي الظَّلماءِ - بَائِدَةٌ |
وَ وَقعُ خَطوِيَ - وَسطَ التَّيهِ - مُنحَرِفُ |
أَنَا هَشِيمُ الأَمَانِيِّ الَّتِي عَصَفَتْ |
بِها الظُّنُونُ عَلَى مَا خَلَّفَ الأَسَفُ |
حَتَّى إِذا مَا تَمَنَّيتُ الوِصَالَ , فَلَمْ |
أَلقَ الوِدادَ ؛ تَهَاوَى الكِبرُ وَ الصَّلَفُ |
وَ ضَجَّ حِلمِي ؛ وَ خَارَ الصَّبرُ فِي كَنَفِي |
وَ صَارَتِ النَّفسُ لِلآوهامِ تَقتَرِفُ |
فَحَطَّمَتنِي شَظَايا فَانتَثَرتُ ؛ هُنا |
حُطَامَ قَلبٍ ؛ كَأَنِّي - وَيحَها - خَزَفُ |