|
دعْ عنكَ لوْمِيْ فإنَّ بِيْ حُرَقَا |
لوْ حُمِّلَ الصَّخْرُ بعضَها انْفَلَقَا |
قاسَى الحشا منْ همومِه قلقًا |
أضنى كياني فلم يَدَعْ رمَقَا |
قضَى بتعذيبِ مهجتي غَسَقًا |
فبتُّ أشكو بِحَـرِّه أَرَقـا |
قلبي يعاني منَ الجَوَى حَنَقًـا |
طال مـداهُ عليـه فاخْتَنَقَـا |
قَدَّرْتُ تَطْبِيبَهُ ببعـضِ رُقًـى |
لكنْ أتُجْدِي الرُّقَى لِمَنْ زَهَقَا؟ |
قيلَ تَطَبَّبْ و لا تكنْ حَمِقَا |
فإنّ هذا الطبيبَ قدْ حَذَقَا |
قُمتُ لشُرْبِ الدّواءِ مُرتَفِقًا |
فزادني عند شربه شَرَقَـا |
قلتُ و دمعي يسحُّ منطلقًـا |
و لم يكنْ لي فيما مضى خُلُقَا |
قلبي بهذا الجوى قدِ احترقـا |
حتى كأنَّ الجوى له خُلِقـا |
قَوْمي استكانوا لمنْ لهمْ سَحَقَا |
و أضمروا حُبَّ من لهمْ خَنَقَا |
قدْ ركبوا في ودادهم مَلَقَـا |
و أبغضوا منْ بحقِّهم نَطَقَـا |
قاموا بخذلانه و قدْ صَدَقـا |
بلْ و أعانوا عليه منْ فسَقـا |
قالوا نريد الحياةَ و الشُّقَقَا |
و المال جمًّا و بعْدَه ُ الوَرِقَا |
قرعتَ طبلاً نَرَى به نَزَقًا |
دَعْنَا فإنّا نَرى بك الحُمُقَا |
قليلُ زادي لرحلتي نَفَقَا |
فانْفطَر القلبُ إثرَهُ فَرَقَا |
قلتُ ارْحَمِ اللَّهُمَّ الذي أَبَقَا |
ذنبي عظيمٌ و مركبي غَرِقَا |