تأثرت بقراءة خاطرة جميلة ورائعة للأخت وفاء شوكت خضر هنا في هذا القسم فارتأيت ان اخذها اقتباسا لاضيفها في قصة حب اسطورية ( كيوبيد وبسوخي )، فارجو ان تأذن لي الاخت والتي القبها شمس النصر بهذه القصة والتي اطلقت عليها نفس العنوان تقديرا مني لها وتأثرا بأسلوبها الاكثر من رائع وهذه ان شاء الله سوف اضيفها في كتابي الذي انوي اكماله (هنــــــــــــــــاك) ان سمحت لي
ليلة بعد ألف ليلة وليلة ....
هنــــــــاك............،عند خرير ماء قد تدفق منذ الأزل ، شهد حكايات ليال عاشها عظام قد خلدوا في اسفار التاريخ بحروف من ذهب ، غابت شمس اصيل ذاك اليوم، معلنة بذلك بدأ ليل جديد .... ،
لتبدأ فيه اسطورة جديدة يحفظها النيل في كتاب اساطيره الدفينة .
تجمع نور الكون ... تفجرت اسراره لتنشر عبقا اصيلا كان مدفونا، حتى ظهر ذلك القريب البعيد ، فبدأت اسطورتنا بشق طريقها اليكم .....! .
هبطت تغتسل النجمات تحت شلال لجين القمر على صفحة النيل التي تموجت غنجا حين داعبتها يد النسيم ، يتراقصن برشاقة على صوت خرير الماء الجاري إلى مصبه ، وهن يرقبن فلول المحبين بمراكب تتمايل كغانية لبست ثوبا مزركشا بالورد، تدور بكؤوس الصبابة لتثمل قلوب العاشقين...
كانت ليلة اضافت للألف ليلة وليلة، ليلة ؛ ليلة تناغمت فيها عناصر الطبيعة ، صارت الدنيا كمشكاة تعكس قبسا من ضوء القمر ، ارتدت كل زينتها ، تجملت.... تبرجت بألوان من نور وزهور ، تعطرت بالفل والياسمين ، وألقت عليّ من سحرها جمالا بكل ألوان الطيف ، حين اعتلى كيوبيد هالة القمر عرشا يسدد سهمه إلى قلبي الذي خفق حين التقت عيناي عينيك...
كنت وحيدا جالسا في هالة ظلال الصفاء الكوني ، استمع لسمفـونية يعزفها الكون ، فتثمل عليها اشرعة مراكبه .... وصياد ينتظر عطف البحر عليه .
القاهرة ساهرة بصخبها ، والنيل يعج بقوارب تصدح بأصوات الغناء ، وأنا أغرق في ضوضاء نبضي الذي تغير لحنه ..
طيفها يسكن المكان ليزدهي به عبقا يطأ الثرى ويعانق الجوزاء والثريا،
على شاطئ خذول شفاهك رست اذني ، تداعبها أمواج صوتك ، يصيب رذاذها روحي المترنحة بسكرة الهوى ، يدور الكون من حولي ، تمتزج الألوان والأصوات ؛ تتشلاشى ، تذوب ملامحي بملامحك ، وصوتي بصوتك .. "بسوخي .... يا اميرة حبي الضائع بين ثنايا تاريخ قديم غرقنا في ظلال ظلامه ، فطلانا الزمان بغبار نسيانه ، سحرنا .. فضعنا بين احلامنا واحلامه " .
يكتبنا الليل بعطر الياسمين ، وحروف من زنبق على صفحة من خز ، يطرز مشاعرنا أسطورة ، يرسمنا عاشقين تشابكت ايديهما تعانق زهرة لوتس .... " اين انت يا مالكة قلبي انا ، فاما ان نكون او لا نكون "
"على ضفاف نهر دمي رأيتك .. رأيتك والسعادة تترنح في مقلتيك ، تكاد تنطق بما يختلج الفؤاد ، كنت صورة الكون ... مرسومة على وجه القمر، درة مرسومة فوق الشجر ... لحنا في عذوبة السحر ، رأيتك وانت تختالين هناك على الضفة مزهوة بطاقة ياسمين تزين جيدك ومعصميك لتزيدك زهوا على زهو ، وبهاء على بهاء يملأ الافياء "
صفحات الماء المتلألأة تعكس صورتك ، فترسلها لي تذكرة لعبور الضفة الاخرى .
" صفاء في صفاء وفي ظلال الصفاء اغرقتني واحلامك فقتلتني بيدي "
كأنك ممسكة بنجوم الليل ويداك تحتضنها كباقة ورد ملفوفة بخيوط حريرية مختلفة الالوان ، وكأن الطيف كان يتساقط على صفحة النيل قطرات من اللجين حيث التقى بريق عينيك بإنكسار الضوء فوق بؤبؤ زوارق العشاق ... حتى صار وشاحا يحفظ في اعماق القلب .
" سأظل والكونَ نرقب طيفك من جديد ... التقطيني ..سجليني في صميم فؤادك المزهو بعطر الخزامى ، ولا تنسيني ، فأنا انتظر اطلالتك من جديد
فأنا الامير كيوبيــــــــــــــد .