|
قِفْ على الدُّنْيا تَفَكَّرْ و اعْـتَـبِرْ |
|
|
واجْتَنِ الباهي مِنَ الزَّهْرِ النَّضِرْ |
خُذْ مِنَ الأيامِ دَرْسـا مُـفْـصِحا |
|
|
واسألِ الأحداثَ تُـنْبِيكَ الـخَبَرْ |
قَد مضى بالعُـمْرِ آلافُ الورى |
|
|
مِنْهُمُ المَهْدِيُّ مِنْهُمْ مَنْ كَـفـَرْ |
مِنْهُـمُ المَغْـبُونُ فِي أوْهَـامِـهِ |
|
|
مِنْهُمُ المَرْشُودُ ذو القلبِ البَّـصِرْ |
خُـذْ وصَايا قَدْ صَفَتْ فِي كُنْهِهَا |
|
|
يا دَؤُوبَ الخَـيْرِ حَاذِرْ أيَّ شَـرْ |
أولُ الخَـيْرَاتِ هَـدْيٌ سَـابِـغٌ |
|
|
مِنَّةُ الوهَّابِ يا سَـعْـدَ الظَّفِـرْ |
أخْلِصِ التَّوحِيدَ إن رُمْتَ التُّـقَى |
|
|
كُـنْ عُـبَيْدَ اللهِ لاعَبْدَ الصِّـوَرْ |
واتْبَعَنْ بالرُّوحِ هَـدْيَ المُصْطفى |
|
|
كُـنْ سَعِيداً إنْ نَهَى أوْ إنْ أَمَـرْ |
لِلْـوَلاءِ الْحَـقِّ دَوْماً فَانْـتَـمِي |
|
|
مَـنْ تَـولَّى اللهَ في ظِلٍ حُشِـرْ |
إنْ حَـبَاكَ الله قَـلْـبا واعِـيا |
|
|
سَوفَ تجْني الخير ذِكْرا قَدْ عَمُرْ |
إنْ دفَنْتَ القلبَ في وادِي الهَوَى |
|
|
لَنْ تَـرَى نُـوراً بشَمْسٍ أو قَمَرْ |
سَوْفَ تحيا النورَ لَـيْلاً مُـطْبِقا |
|
|
لَيْسَ يُجْدي فِـيهِ قَـدْحٌ للـشَّرَرْ |
خَـلِّ غَـاداتٍ تَـهَـادَى دَلُّـهَا |
|
|
مائسَاتٍ في العَـشَايا و البُّـكَّرْ |
وَاطْمَحَنْ بالحُـورِ في خُلْدٍ سَمَا |
|
|
فَوْقَ مَا تَهْـفُو نُـفُوسٌ للبشـرْ |
إنَّ وَصْلَ الغِـيدِ حُلْـوٌ طَعْمُه ُ |
|
|
بَيْنَمَا في صَـفْـوِهِ سِرُّ الـكَدَرْ |
إِنْ صَفا يوما فَهَلْ تَصْفُو الدُّنى |
|
|
وَالدُّنَى في طَـبْعِها كُلُّ الغِـيَرْ |
وامْلِكَنْ طَرْفاً غَضِِيضاَ ذَا حَيا |
|
|
يَسْتَرِيحُ القلْبُ مِنْ سَـهْمٍ غَـدِرْ |
سَهمُ إبليسٍ تَـنَـامَى رِيـشُه |
|
|
سَـمَمَ القَـلْبَ على إثْـرِ النَّظَرْ |
فاحْمِ قَلْـبا من مَرَامِي نَـبْلِهِ |
|
|
وادَّرِعْ مِنْ ذا بتقوى في الـبَصَرْ |
والْتَمِسْ عُذْرا لِذِي الفَضْلِ الذي |
|
|
إنْ كَبَا يَوْما تَعَـافَى وانْـتَـصَرْ |
إقْبَلِ العُذْرَ الذي قَـدْ سَـاقَـهُ |
|
|
قَـلْبُ مَحْـزُونٍ أتَى كَي يَعْتَذِرْ |
وارْحَمِ النَّاسَ فَـكُلٌ مُـذْنِـبٌ |
|
|
إن شَرَّ الناسِ خَصْمٌ قَـدْ فَـجَـرْ |
واتْرُكِ الزَّلاتِ وَاسْـتُرْ عَيْـبَها |
|
|
مَنْ هَوَاها قَـدْ هَوَىَ بَيْنَ الحُـفَرْ |
واسْتُرِالمَجْرُوحَ وَارْجُ بُـرْءَهُ |
|
|
كُنْ شَفُوقا وَيْحَ قَـلْـبٍ مَـا عَذَرْ |
رُبَّ مَسْـتُورٍ نَجَا في سِتْـرهِ |
|
|
كانَ رِدْءًا حَـالَ يَرْويكَ الأثَـرْ |
كُن عَفِيفاً رَاحِماً بَيْنَ الـوَرَىَ |
|
|
فالرَّحِيمُ الحَقُّ تَـهْـوَاهُ الـفِـطَرْ |
وَ انْشُرِ الْخَيْرَاتِ فِي كُلِّ الدُّنى |
|
|
كُلُّ جَـانٍ سَـوْفَ يَجْـنِي مَا بَذَرْ |
وَ انْتَقِ مِنْ كُلِّ لَـوْنٍ خَـيْرَهُ |
|
|
كالفَرَاشِ الحُلْوِ يُـغْرِيهِ الـزَّهَـرْ |
كُنْ هَزَارَالرَّوْضِ لابُومَ الدُّجى |
|
|
إنْ أردْت النُّـورَ كُنْ دَوْماً حَـذِرْ |
وَ اتَّخِذْ طُهْرَ الْمَعَالي مَرْكَـباً |
|
|
كُـنْ نَعَـيِماً أنْتَ حَيٌ قَـدْ طَهُـرْ |
وَانْصَحَنْ بالدِّينِ لاتَخْشَىَ امْرِءً |
|
|
إنَّ خَيْرَ الدِّينِ نُـصْحٌ قَـدْ ظهَـرْ |
ألْبِسِ النُّصْحَ رِدَاءً ناعِـمـاً |
|
|
وَ احْذَرَنْ في النُّصْحِ قَوْلاً قَدْ سَخِرْ |
جَمِّلِ الأقْوالَ في ثَوْبِ الـتُّقَى |
|
|
إِنَّ شَـرَّ القَوْمِ قَـوْلاً مَنْ فَـجَرْ |
و انْبذِ الفُحْشَ الذي مَا إنْ فَشَا |
|
|
يَحْجُبُ الأنْوَارَ عَنْ قَـلْبٍ أغَـرْ |
عِرْضُكَ الغَالي فَبِعْ عَنْهُ الدُّنى |
|
|
إنْ أََضَعْتَ العِرْضَ يَا ذُلَّ العُـمُرْ |
كُلُّ مَـالٍ دُونَ عِرْضٍ هَـيِّنٌ |
|
|
مَنْ شَرَىَ مَالاَ بِعِـرْضٍ قَدْ حُقِرْ |
أمَّا عِرْضُ النَّاسِ فاكْرِمْ قَدْرَهُ |
|
|
سَـلِّمِ الأعْراضَ مِنْ قَـوْلٍ نَـكِرْ |
دَعْـوَةَ المَظْلُومِ فاحْذَرْ إنَّـها |
|
|
سَـيْـفُهُ الْمَسْلُولُ لا لَنْ يَنْكَسِـرْ |
تَرْتَـقِي للهِ تَرْجُو نَصْرَهَـا |
|
|
فَاخْـشَ بَطْشَ اللهِ جَـلَّ المُقْـتَدِرْ |
جَـارُكَ المأزُومُ فَرِّجْ كَـرْبَهُ |
|
|
تَـنْجُ يَـوْمَ الرَّوعِ من هَوْلٍ عَسِرْ |
وارْحَمِ المِسْكِينَ وَ اخْطُبْ وُدَّهُ |
|
|
إنَّ للْمِـسْـكِينِ قَهْرٌ قَـدْ أُثِــرْ |
لِلْمَعَالِي فَانْتَـسِبْ فِي مَجْدِها |
|
|
ذَاكَ أصْلُ الحُرِّ لَوْ تُجْدِي العِـبَرْ |
أيُّ أَصْـلٍ خَصَّكَ المَوْلَى بِهِ |
|
|
وِحْدَةُ الأصْـلِ تَسَاوَتْ في البَشَرْ |
رَبُّـنا المَولَى تَـعَالَى قَـدْرُهُ |
|
|
مِنْ تُرَابٍ قَدْ بَرَىَ كُلَّ الصِّـوَرْ |
مَا افْتِخَاري فِي حَيَاةٍ لَيْسَ لِي |
|
|
فَضْلُهَا ؟! فَالحُمْـقُ دَاءُ المُفْتَخِرْ! |
ذَاكَ كِـبْرُ القَلْبِ سُمٌ قَدْ سَرَىَ |
|
|
فَاتِكٌ بالرُّوحِ بَـلْ قُـلْ ذَا أَضَـرْ |
أيُّ كِـبْرٍ تَرْتَجِي يَا مَنْ أَتَـىَ |
|
|
مِنْ مَجَاري الـبَوْلِ وَهْناً قَدْ عَبَرْ |
أيُّ كِـبْرٍ فِيِكَ وَالنَّـتْنُ الحَشَا |
|
|
فَاتَّـئِدْ في الكِبْرِ يا مَنْ قَدْ كَـبُرْ |
خَفِّـفَنْ رَوْعاً فَهَا أَنْتَ امْـرِؤٌ |
|
|
تَـرْتَقي صَعْباً و مَـثْوَاكَ الْحُفَرْ |
لَوْ مُنِعْتَ القُوتَ تَذْوي تَنْطَفِي |
|
|
لَسْتَ ذاتِـياً فَتَعْـلُـو تَـفْـتَخِرْ |
كُن عَلَى الدُّنْيا خُلُودا سَرْمَداً |
|
|
إِنْ دَعَاكَ الْمَـوْتُ قُمْ عَنْهُ و فِرْ |
مَالُكَ المَزْعُومُ لا تَـرْكَنْ لَهُ |
|
|
جَاهُكَ الْوَاهِي على سَفْحِ الخَطَرْ |
كُنْ مِنَ الدُّنْيا عَلَى خَوْفٍ فَمَا |
|
|
عَهْدُها عَهْدُ الوَفَـاءِ الْـمُسْتَـقِرْ |
خُلْفُهَا أصْلٌ وَفَـاهَا غَدْرُهَا |
|
|
ثَـوْبُها عَـارٍ قَـلِيلٌ إِنْ سَـتَرْ |
وَصْلُهَا هَجْرٌ عَطَاهَا مَنْعُهَا |
|
|
كَمْ قَتِـيلٍ في هَوَاها قَـدْ غُدِرْ |
ذَاتُ دَلٍ تَسْتَـبِي أصْحَابَها |
|
|
ثم تُـلْقِـيهِمْ بِغَدْرٍ قَـدْ مُكِـرْ |
يابَسَومَ الثَّغْرِ قَدْ حُذْتَ المُنَى |
|
|
لَيْسَ يُنْجِي الْمَرْءَ فِي خَطْبٍ كَدَرْ |
لَيْسَ يُنْجِي المَرْءَ إلا رَبُّـهُ |
|
|
رَبَّـنا فالْطُفْ بِـنَا فِـيمَا قُـدِرْ |
فاعْرِفِ اللهَ رَخَـاءً تَرْتجي |
|
|
نَصْرَهُ في يَـوْمِ بُؤْسٍ ذِي عُسَرْ |
رَبِّ أخْلِصْ بالهُدَى أُنْشُودتي |
|
|
لا تَـدَعْني واهِـماً فِيهَا كَـغِرْ |
واجْعَلَنْ ربي رَجَائي حُظْوَتِي |
|
|
عِـنْدَما أُدْعَى لِحَـشْر أسْـتَجِرْ |