أَسْبَحُ فِي شَوَاطِئِ الْفَيْضِ الإِلَهِيِّ
مَعَ الْمَلاَئِكِ انْتِشَاءا [1]
فَتَحْتَوِيْنِي نَشْوَةُ التَّسْبِيْحِ فِي الصَّبَاحْ [2]
تَحُوْمُ بِي حَوْلَ (الْحَطِيْمِ) خَفْقَةُ الْجَنَاحْ [3]
يُقَدِّحُ الْخُزَامَى [4]
فِي خَاصِرِ الشَّمْسِ
فَتَبْتَلُّ مَحَارِمُ الْحَجِيْجِ
ثُمَّ يَنْدَى لَوْنُهَا ضِيَاءا [5]
فَأَنْثَنِي مُقَبِّلاً أَسْتَارَ بَيْتِ اللهِ
فِي انْشِرَاحْ [6]
تُقِلُّنِي أَشْرِعَةُ التَّصَوُّرِ الْمَشْدُوْدِ بِالسَّمَا [7]
تُقِلُّنِي.. حَيْثُ الزَّمَانُ نًقْطَةٌ مَعْدُوْمَةُ الأَبْعَادْ [8].
أَمْتَدُّ فِي الْمَاضِي ابْتِدَءا [9]
وَأَذْرَعُ الْمُسْتَقْبَلَ انْتِهَاءا [10].
وَحِيْنَمَا أَمْسِكُ (بِالْمُلْتَزَمِ) [11]
وَأَرْفَعُ الدُّعَاءا [12]
أَذُوْبُ فِي التَّوَهُّجِ الرُّوْحِيِّ
فِي الشَّوْقِ الظَّمِي [13].
غَرِيْرَةٌ هِيَ الدُّمُوْعُ فِي الْمَدَارِجِ الْقُدْسِيَّةْ [14]
خَاشِعَةٌ أَبْصَارُنَا حَيَارَى [15]
تَنْفَطِرُ الْقُلُوْبُ خُشَّعاً
لَعَلَّ رَبَّنَا الْغَفَّارَا [16]
يَسْتَنْزِلُ الرَّحْمَةَ فِي (مِيْزَابِهَا) مِدْرَارَا [17]
تَشْمَخُ فِي السَّمَاءْ [18]
مَآذِنُ التَّهْلِيْلِ
وَالتَّكْبِيْرِ
وَالدُّعَاءْ: [19]
يَا هَادِيَ التَّائِهِ فِي مَفَاوُزِ الْحَيْرَةِ وَالضَّيَاعْ [20]
هَبْ وَمْضَةً
يَخْفِقْ عَلَى جَنْبَيَّ، مِنْ سِرَاجِكَ،
الشُّعَاعْ [21].
يَا غَامِرَ الْقُلُوْبِ بِالطُّهْرِ وَبِالنَّقَاءْ [22]
يَا غَاسِلَ الْوَجِيْبِ بِالتَّوْبَةِ وَالإِنَابَةْ: [23]
نَحْنُ أَتَيْنَاكَ
وَهَذَا الزَّمَنُ الْمُفْعَمُ بِالْكَآبَةْ [24]
يُنْشِبُ فِي عُقُوْلِنَا أَنْيَابَهْ [25]
يُوصِدُ فِي وُجُهِنَا أَبْوَابَهْ [26]
فَيَحْمِلُ الْمُؤْمِنُ فَوْقَ ظَهْرِهِ مِحْرَابَهْ [27]
مُهَاجِراً إِلَى حِمَاكَ
حَيْثُ يُفْنِي فِي التُّقَى شَبَابَهْ [28].
نَحْنُ أَتَيْنَاكَ مُلَبِّيْنَ
وَقَدْ أَدْرَكَنَا اللَّيْلُ الْجَهَنَّمِيُّ فِي هَاجِرَةِ النَّهَارْ [29].
فَاقْتَنَصَ الْفُرْصَةَ، ثُمَّ رَوَّجَ التُّجَّارْ [30]
فِي سُوقِهِمْ بِضَاعَةَ الْيَمِيْنِ وَالْيَسَارْ! [31].
لَكِنَّهُ.. مَا كَانَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَحَارْ [32]
إِذْ شَدَّ رَحْلَهُ إِلَيْكَ
قَبْلَ أَنْ يَفُوْتَهُ الْقِطَارْ [33].
نَحْنُ أَتَيْنَاكَ
فَلاَ تَرُدَّنَا يَا رَبُّ خَائِبِيْنْ [34].
*:*:*
الموصل 5/9/1980
© الشاعر الاسلامي الدكتور حكمت صالح