الشاعر ضمير الامة وقلبها النابض الحى يعبر عما يجيش فى صدور ابنائها
من الام وامال والكلمة هى سلاح الشاعر ووسيلته للتعبير والقصيدة التى تستمد قوتها من صدق المشاعر وحرارة التعبير تثير جدلا واسعا ليس فقط بين اوساط المثقفين وانما ايضا بين الناس العاديين الذين يشعرون ان القصيدة قد بلورت كل مايدور فى اذهانهم وضمائرهم بشكل فنى جميل وجذاب
وهذا ماحدث بالضبط حول قصيدتين لشاعرين هما السعودى د . غازى القصيبى والذى كان سفيرا لبلاده فى لندن لمدة عشر سنوات وعين مؤخرا وزيرا للمياه فى السعودية والثانى هو (اسيرى باراكا) الذى عين الشهر الماضى اميرا لشعراء ولاية نيوجيرسى لمدة عامين وخصصت له منحة قدرها عشرة الاف دولار للنهوض بكتابة الشعر
الدكتور القصيبى كتب قصيدة بعنوان الشهداء واهداها الى الشهيدة الفلسطينية آيات الاخرس التى فجرت نفسها فى عملية استشهادية داخل القدس
ولاقت هذه القصيدة ترحيبا كبيرا من الشعب العربى فى كل مكان لانها عبرت عن مشاعره بصدق وامانة وشجاعة وابدت العمليات الاستشهادية واعتبرت من يقومون بها شهداء وليسوا ارهابيين على الاطلاق كما تزعم اسرائيل بينما استقبلت القوى الصهيونية القصيدة بحملة عداء مسعورة ضد الشاعر القصيبى وصلت الى حد انهم اعتدوا على ابنه فى لندن وكاد ان يموت من شدة الضرب ومع ذلك لم يخضع القصيبى ولم يتراجع ولم يتخاذل وظل ثابتا على موقفه ونشرت القصيدة فى اكثر من صحيفة عربية وانفعل الناس بها وتفاعلوا واستطاعت ان تقول كلماتها اكثرمما تقوله الخطب والبيانات منها مثلا
يشهد الله انكم شهداء
يشهد الانبياء و الاولياء
متم كى تعز كلمة ربى
فى ربوع اعزها الاسراء
إنتحرتم ؟
نحن الذين انتحرنا
بحياة امواتها الاحياء
اما الشاعر الامريكى (اسيرى باراكا) فقد كتب قصيدته تحت اسم شخص ما فجر امريكا والقاها فى مهرجان للشعر اقيم فى ولاية نيوجيرسى الشهر الحالى ويتحدث فيها عن ان اسرائيل واليهود كانوا على على علم بشأن هجمات الحادى عشر من سبتمبر وقال فى جزء من قصيدته :
من كان يعلم ان مركز التجارة العالمى سينسف ؟
من اخبر 4 الاف اسرائيلى يعملون بالبرجين ان يلزموا منازلهم ذلك اليوم ؟
ولماذا بقى شارون بعيدا ؟
ولان الشاعر امريكى عبر عن ضمير امته وشعبه وكشف عن الفاعل الحقيقى لاحداث سبتمبر فقد هاجمه اللوبى الصهيونى وطالبه حاكم ولاية نيوجسرسى بالاستقالة من منصب امير الشعراء لكن الشاعر الامريكى كان شجاعا فرفض الاستقالة بكل اباء وصمم على رأيه ودافع عنه فى تصريحات واضحة حاسمة ادلى بها للصحف الامريكية وقال فيها : ان تصفحه لشبكة الانترنت قد اقنعه بأن اسرائيل كانت على علم بهجمات سبتمبر شأنها شأن الرئيس بوش مشيرا الى ان السماح بوقوع الهجمات خدم اهداف البيت الابيض فى افغانستان والعراق وبقية منطقة الشرق الاوسط
ولذلك فأن قصيدتى الشهداء وشخص ما فجر امريكا نقطتان مضيئتان فى ظلام دامس يحيط بنا من جانب يبعثلت الامل فى ان الضمائر مازات حية وان الحقوق لن تضيع مهما طالت السنين وان المزيفين سوف يكشفهم التاريخ يوما ما
وهذه هى قصيدة الشهداء
(( الشهداء ))
يشهد الأنبيـاءُ والأوليـاءُ
يَـشهـدُ الله أنّـكمْ شهداءُ
في ربوعٍ أعزّها الإسراءُ
مِتـّـمُ كي تعزّ كِـلْمةُ ربي
بحياةٍ أمواتـها الأحيـاءُ!
انتحرتم؟ نحن الذين انتحرنا
نستمعْ ما يقولُ فينا الرثاء
أيّها القومُ نحن متنا فهيا
وبكينا حتى ازدرانا البكاء
قد عجزنا حتى شكا العجزُ منا
ورجونا حتى استغاث الرجاء
وركعنا حتى اشمأزَّ ركوع
أبيضٍ..ملءُ قلبه الظلماء
وشكونا إلى طواغيتِ بيتٍ
صاح "مهلاً.. قطعتموني" الحذاءُ!
ولثمنا حذاء شارون.. حتى
أنِـفـَتْ أن تضمنا الغبراءُ
أيها القومُ! نحن متنا.. ولكن
كلُ حُسْنٍ لمُـقلتـيكِ الفـداء
قل لـ(آيات).. يا عروسَ العوالي!
تتصدى للمجرمِ الحسناء
حين يُخصى الفحولُ.. صفوةُ قومي
ومن الموت يهربُ.. الزعماءُ!
تلثمُ الموتَ وهي تضحكُ بشرا
وتلقتكِ فاطـمُ الزهـراء
فتحت بابها الجنانُ.. وحيّت
رب َّ فتوى تضجُّ منها السماء
قل لمن دبّجوا الفتاوى.. رويداً!
ويراعٌ.. والكـتْـبُ.. والفقهاء
حين يدعو الجهادُ يصمتُ حبر
الفتاوى.. يوم الجهادِ الدماء
حين يدعو الجهادُ ..لا استفتاء