دَمٌ وَدَمْ
*****
يَقُولُ الذِينَ يَقُولُونَ عَنْهُمْ دُعَاةَ سَلامْ
بِأَنَّ الْكِلابَ سَتَهْلَكُ جُوعًا بِبُرْجِ الحَمَامْ
وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ أنَّا ذِئَابٌ ضِعَافٌ لِئامْ
وَنَحْنُ نَقُولُ بأنَّ الدِّمَاءَ
جَمِيعَ الدِّمَاءِ
حَرَامْ
***
وأنَّ خَرَابَ الحُرُوبِ
يَرَاكَ
وَسَوْفَ تَرَاهْ
وَأَنَّ السَلامَ
-إِذَا الْعَدْلُ عَمَّ-
سَبِيلُ النَجَاةْ
ولَكِنْ...
إِذَا مَا اسْتَبَحْتُمْ دِمَانَا
وَجِئْتُمْ غُزَاةْ
فَرَبٌّ قَوِىٌّ يَقُولُ:
(لَكُمْ فِى الْقَصَاصِ حَيَاةْ)
***
وَبَيْنَ بِلادِى .. وَأَهْلِ بِلادِى
رِبَاطٌ قَدِيمٌ قَوِىٌّ مَتِينْ
إِذَا الشَّمْسُ تَغْضَبُ
يَزْدَادُ رَمْلُ الفَلاةِ جَفَافًا
فَنَرْوِى الرِّمَالَ
بِمَدِّ الحَنَانِ
وَمَاءِ الحَنِينْ
فَتُنْبِتُ رغْمَ الهُمُومِ سَلامًا
وَحُبًّا لِشَعْبٍ وَفِىٍّ أَمِينْ
نَرَى فى بلادِىَ
ما لنْ يَراهُ
بِهَا مَنْ أَتَاهَا
فَإِنَّا نَرَاهَا
رِمَالا تَرِقُّ وَشمسًا تَلِينْ
***
وَكُنَّا نَرَاهَا
دمُوعَ الشَتَاتِ
وَحُلْمَ الْجِدُودْ
فَصِرْنَا نَرَاهَا
مِدَادَ الحَيَاةِ
وَمَاءَ الخُلُودْ
وَحَتَّى
وَلَوْ طَالَ عُمْرُ السُّبَاتِ
فَإِنَّ الحُقُوقَ تَعُودْ
وَمَا كُلُّ مَاءٍ
كَمَاءِ الفُرَاتِ
وَمَا كُلُّ بَطْنٍ لأُنْثَى وَلُودْ
***
وَكُنَّا نُعَمِّرُ هَذِى الصَحَارى
وَنَزْرَعُ فِيهَا الرِّضَا وَالمحَبَّةَ
تُنْبِتُ زَهْرَ القِيَمْ
حَلَلْتُمْ بِصَوْتٍ كَصَوْتِ الْغُرَابِ
تَصُبُّونَ كَأْسَ الخَرَابِ
بِسَوْطِ العَذَابِ
وَجِئْتُمْ عَلَيْنَا بِشَتَّى النِّقَمْ
فَكَيْفَ تُرِيدُونَ مِنَّا الجَوَابَ
إِذَا أُخْلَطَ الشَّهْدُ عَمْدًا بِسُمْ؟؟؟
حَلَلْتُمْ شَقَاءً
أَرَقْتُمْ دِمَاءً
وَإِنَّا نَقُولُ:
(دَمٌ فِى الحُرُوبِ حَلالٌ بِدَمْ)
***
وَلَسْنَا دُعَاةَ حُرُوبٍ وَلَكِنْ
لِمَاذَا يُلَوِّنُ سَيْفُ الْقِتَالِ
تُرَابَ الْبِلادِ
بِلَوْنِ الدِّمَاءْ
لِمَاذَا قَتَلْتُمْ بَرَاءَةَ طِفْلٍ
لِمَاذَا انْتَزَعْتُمْ رِقَابَ الرِّجَالِ
لِمَاذَا صَلَبْتُمْ دِمُوعَ النِّسَاءْ
لِمَاذَا تُرِيدُونَ مِنَّا عَبِيدًا
وَأَرْضًا وَمَالا
وَجَازًا بِهِ جَازَ هَذَا الْبَلاءْ
غَزَوْتُمْ
سَرَقْتُمْ
نَهَبْتُمْ
قَتَلْتُمْ
وَقُلْتُمْ:
(نُرِيدُ سَلامًا)
وَأَقْرَبُ مِنْ حُلْمِكُمْ
كَرْبَلاءْ
.........
وائل القويسنى