عربةٌ
تموتُ فى الطريقْ
تنزفُ زيتاً
ومسافاتٍ
قطعناها معا
وأدمعا
يقولُ لى
مقودُها مودَّعا
ياأيُّها الرفيقْ
هل مرَّت اليدانِ
مرَّةً أخيرةً
على استدارتى
عساىَ من غيبوبتى أُفيقْ
****************
عربةٌ
تموتُ فى الطريقْ
تحشرجتْ أنفاسها
تباطأتْ
وهدأتْ
واستسلمت لنومها العميقْ
أقولُ
يا حديدُ ..يا حدَّادْ
هل يُبعث الذى يموتُ
من عشيرة الجمادْْ
هل تنهض الألات
من قبورها
صبيحة المعادْ
هل يسمح النشورُ
للألات أن تدورْ
هل يسمح العشقُ الذى يمورُ
فى الشعورْ
واللا شعورِ
أن أصيرْ
عربةً
أجلْ
أريد أن أصيرَ ما أُحبْ
فإن قلبى الأنَ
يلتهبْ
والأنَ
يطلق الشرارةَ التى
يحرقنى انتظارُها العصبْ
والأن يسرى النفطُ
فى العروقْ
ويُفعمُ الوريدُ بالدخانْ
ويبدأ الصدرُ الصحبْ
فالأنَ
آنَ أنْ تدورَ
آلةُ احتراقها بداخلى
والآن..آنَ
أن أدوَّرَ الحذاءَ
حول محورٍ
بكاحلى
والآن..آنَ
أن أغيَّرَ السرعاتِ فى مفاصلى
وتومض العينانْْ
ويرسل الفمُ الصفيرَ
كالنفيرْ
فعندما
تخضر شارة المرور
يكون لى أن أعبر الميدان
مقررا
بكل ما فى القلب من حريق
أن آكل الطريق
جمال محمود