كان يلقي محاضراته أمام طلاب الجامعات بمهارة عالية و بفصاحة لسان نادرة..شارك في العديد من المناظرات و المؤتمرات التي تخدم المسيرة التعليمية بوطنه و خارجه ..و أسس نظريات كبيرة في علوم التربية و الديداكتيك..و لأنه يؤمن بأن التطبيق هو الابن البار للنظرية فقد استدعاه مدير إحدى المؤسسات التعليمية ليعطي درسا نموذجيا لمستوى السنة السادسة ابتدائي تطبيقا لنظرياته في فن إلقاء الدروس و تعويد التلاميذ على حسن الإصغاء...
دخل الفصل و ما لبث ينظر للعيون والأحجام الصغيرة التواقة للجديد والمتلألئة المشتاقة لشجب روتينها اليومي ..حتى وجد نفسه مترنحا و قد ابتلع جفاف الريق منه كل الكلمات ..التي كان قد قرر و برمج لإلقائها..دام الصمت و لم يدم صبر التلاميذ الذين بدؤوا يتهامسون..ثم ما انفكوا حتى استخلفوه و تحدثوا بدلا منه..إذ كان لا بد لأحد الأطراف أن ينفعل..صفروا و قهقهوا و تراشقوا بالكراسات ..صعق الأستاذ المحاضر ..و عند رجوعه للبيت أخرج من درج مكتبه بحثه الأخير حول ملازمة النظرية للتطبيق و وضعه في سلة المهملات..
ندى يزوغ
المغرب