|
يا شـامُ لولا عيـــونُ اللــــوزِ و الحـــبَـــــــقِ |
ما كُنتُ أبحَرْتُ في حِبْري و في وّرَقِــــي |
وَ لا تأبـَّـــــــطْتُ شَــــرّاً كلَّ مُنــــــعَطَــفٍ |
وَ لا لَويْـتُ إلى تلــــكَ الــــذرا عنُقِــــــــي |
دِمَشـــقُ كُلُّ الأُلى مَرُّوا وَثـِـقْـــــــتِ بِهـــمْ |
إلا نَزيـــــلَكِ هَذا فيــــــــــــــهِ لـمْ تَـثِـقي ! |
لـولاكِ يا شَـــــــــــــامُ ما أيقظــتُ قَافِيَتـي |
و قلتُ : يــا غيمـةً في صَدريَ انبثقِـــي |
طـاغٍ عَبـيــرُكِ حتَّى فَـــار ملءَ دَمِـــي |
وَ كَمْ تَــــدافَــعَ حتَّى فَاضَ مِنْ حَدَقِــــي |
لم أغْتَــرِبْ عنــــكِ يَومــاً إنَّ بي هَوَسَــــاً |
مَنْ لم يَذُقْ طَعْمَ هَذا الشَّـــهْدِ لم يَذُقِ ! |
حِجَـــــارُكِ الــوَعْدُ وَ التَّاريـــخُ أَدْمَنَهـــــا |
كمْ أعْشَبتْ فَوقَها الآهاتُ في الغَسَــــــقِ |
يـَا شــامُ إنَّ لظَــى الصّحـــــراءِ ألهَبنِــــي |
فَأمْطِرينــي فُـــــــــــلاً , جَفِّـفـــي عَــرَقـِي |
حمائـــــــــــــــــــمُ الأُمَوِيِّ البِيْــضُ أَعْرِفُهَــــا |
لمّا تَطِيــــــــــــــــــرُ زُرَافاتٍ على نَسَــــــقِ |
مَازِلــتُ أَتبَعُهَـــــــــــــا حتَّى إذا لمسَــــتْ |
كفيّ منَاقيرَهَـــــــــــا حنَّتْ وَ لم تَضِـقِ ! |
وَ أَعرفُ النغَــــــــــــمَ المجنُـــونَ في وَتـَــرِي |
وَ أعرفُ العِطْــــــرَ في فُسْــتانكِ النّـــــزِقِ |
و اليَـاسَـــمِينُ بِكَفِّ الشَّـــامِ مُرْتَهَـــــــــــنٌ |
فَلا يَفُوحُ سِوى بالشَّـامِ بِالعَبـَـــــــــــــــقِ ! |
يا شَـامُ خَوْفَ عُيونِ الناسِ مِنْ حَسَـــدٍ |
أَعــــوذُ بِالله ربِّ النـّــــــاسِ وَ الفَلَــــــــــقِ |
وَ ُكـلّما لمعَــــــــــتْ في النـَّفْـــسِ خَاطِـــرَةٌ |
ألا أعُـــودَ إليهَا أَحْجَــــــــــمَتْ طُرُقِي ! |
وَ ُكــلّما مَزَّقـتْـني َكـــــفُّ عَادِيـَــــــــــــــــــةٍ |
عَادتْ إِليــــكَ على أعقابها مِزَقِـــي |
كأنَّ في بَرَدَى سِــــــرّاً يُلاحِقُــــــــــــــــــــني |
كأنّـه السـّـــهمُ أنّى سرتُ مُخْتَرِقِــــــــــي |
إنْ جفَّ جفَّــتْ عُيـــــونُ الهائمينَ بــــــهِ |
وَ إنْ تَرَقْرَقَ في الفَيْحَــــــــــاءِ نَسْــــــتَبِـــقِ |
لم أَقْـــرأِ الشِّـــعْرَ إلا تَحْـــتَ شُـــــرْفَتِهَــــا |
فالشَّـــــامُ خَاتِمَتي و الشّـــــــــامُ مُنْطَلَقِــي |
هَذا دَمي فانْتَضِــــي إنْ شِــئْتِ حمرَتَهُ |
فمَا لِغَيْـــــرِكِ هَذا السَّـــــيفُ فَامْتَشِــقِي |
فَأنــتِ تَدْرِينَ أنّ النُّبْــــــــلَ مِنْ شِـــــيَمِي |
وَ أنَّ هَـــــذا الوَفاءَ الفَــذَّ مِنْ خُلُقِــــــــي |
يــا شــــــامُ مِــلءُ دَمِــي فــلٌّ و أرغفــــــةٌ |
وَ مِـــلءُ أَوْرِدَتـِي مِحْـــــــرَابُ كُـلِّ تَقِــــي |
لــــــو تَقْبَلِيـــنَ اعْتِــذَاري جِئتُ مُعْتــذِراً |
وَ جِئْـتُ أُهْــدِيـــكِ أيـّامِي عَلى طَبـــــقِ |
حَاشَـــا فليــــسَ قَمِيصِي قُــــدَّ مِن قُبلٍ |
وَ لا هَمَمْــتُ بـِذَاتِ الجِيــــدِ وَ الحَلَــــــقِ |
وَ لا وَقَفْـــتُ عَلى أبــــوابِ مَنْ بَطِـــــرُوا |
وَ لا ارْتَزَقْـــتُ عَلــى أَعْتَـــــــابِ مُرْتـَـزِقِ |
كُــوني كَما كُنــتِ يَـا فيحـــــاءُ بَسْـــــمَلةً |
وَ جَـــرِّدِي سَــيْفَكِِ المعْهُـــودَ وَ انْطَلِقِــي |