|
على دربك ِ المقطوع ....خيل المنى تكبو |
وآمال لقيانا على خيبة ٍ تحبو |
وطيفك قد كان البديل عن الكرى |
فأمسى الكرى يربو وطيفك ِ لا يربو |
وأضحت جفوني في سمائكِ غيمة ً |
على كلِّ وديانِ المحبين تنصبُّ |
وبات فؤادي في احتراق ٍ .. وناره |
تزيد اضطرامات ٍ به كلما تخبو |
أقِّلبُ كفي في سراب ٍ من المنى |
إذا ما انمحى سرب ٌ يطالعني سربُ |
وأرنو بطرفي في السماء فلا أرى |
بها قمراً تلتفُّ من حولِه الشهْب ُ |
وكنت ُ إذا أزمعت نيلَ مُرامة ٍ |
فأنتِ لسيري الضوءُ والزادُ والشربُ |
أحبَّك ِ قلبي واحتوى الحزنَ والسلا |
فكم هدَّه بُعد ٌ وكم سرَّه قربُ |
كأني رأيتُ اليومَ من فرطِ ما أرى |
من الحب هذا الكونَ أن اسمه حبُّ |
كأن عيوني في عيونكِ قاصدٌ ، |
وعيناكِ في عيني َّ للقاصدِ الدربُ |
ولكنَّ ليلاً قد دجي بعد صبحها |
وقامَ مقام السهلِ في دربها الصعبُ |
حنانيكِ قد أصبحتُ للدهر خصمه |
ومن دهره خصمٌ فقد عظمَ الخطبُ |
كأن بكفينا سيوفا ً تلاحمت |
فما كفَّ فينا الطعن منا ولا الضربُ |
ولاراحة ما بيننا لمحارب ِ |
ففي صبحنا حرب ٌ وفي ليلنا حربُ |
ومثلي لدى الدنيا وحيد ٌ مهاجر ٌ |
وليس له فيها محبٌّ ولا صحبُ |
وماقيمة الأصحاب إن لم تكن بهم |
تزاح ملمات وينكشف الكرْبُ |
ولكنني آثرت نفسيَ وحدها |
فإني لها من بعد خالقها ربُّ |
وأهون منها أن تهان بــ لحظةِ |
إذا عَزَّ مطلوبٌ ولو قُضي النحبُ |
وأملؤها بالعز من قبل غيره |
فإن ليس يكفيها فيملؤها التربُ |
وماخضعت إلا لحبكِ في المدى |
إلى أن تَولاّها التوجس والرعبُ |
فلولا رأت برهان صدكِ والنوى |
لعاجلها من قبل توديعها الندبُ |
ففي حالتيها تشرب الكأس مُرةً |
ولم يَحْلُ -من كأس ِ لها شربت- نخبُ |
وصرتُ مداناً عند قومكِ بالهوى |
فليس كــ ذنبـي بين أهـل الهوى ذنبُ |
وأُصدرُ دون العقل رأيي ومادروا |
بأن اختلال العقل في العاشق اللبُّ |
يسائلُ عني الناس حين يرونني |
أهذا هو المجنون أم أنه الصَّب ُّ ؟ |
ويرثي لعشقي البعض والبعض قائل : |
أحظك منه النيل أم حظك النهبُ؟ |
وهل بعد ذا تقوى على الهجر غادة ٌ |
أليس لديها بين أضلاعها قلبُ ؟ |
قطعتُ مسافاتِ الأماني مسافراً |
إليها وشرق الأرض يشهد والغربُ |
وَمَلَّكْتُهَا قلبي وصرتُ كأنما |
يداي جناحاها وصدري الفضا الرحبُ |
وفوق أمانيها أنخت ركائبي |
وما غير ما في القلب من حبها ركبُ |
وما زينة الدنيا فديتك مطمعي |
وليس لها في القلب جنب الهوى جنبُ |
فكل معاني الحب عندي رفيعة ٌ |
ولست لغير الروح يا منيتي أصبو |
فحسن جمال الروح حسن ٌ لغيرها |
وصدق محبتها وما دونه كذْبُ |
أرى بكِ كوخي كالفضاءات واسعاً |
ودونكِ هذا الكون في أعيني ثقبُ |
سأبقى على عهدي وإن لم أنل يداً |
فلي باصطباري واشتياقي لها حسبُ |