من مذكرات طفلة ( مذكراتي ) :
يااااه كم كانت تلك الحروف بريئة ..
و تلك الرسوم حولها ..
ألوانها لم تكن منهكة حد الاعياء ..
تنم عن روح مرحة ..
لم يكبل التعب مسامات جسدها ..
ترى الكون بعين الحلم ..
الربيع سيد الفصول ..
و الشتاء ملكها ..
و الصيف و الخريف .. لحظات استراحة الطبيعة ليس إلا ..
حيث أنها تطرد غضبها خارجا ..
سواء بالامتناع عن الامطار في الصيف ..
أو بانتزاع كسوة النباتات في الخريف ..
و كانت كلما سقطت ورقة من شجرة ..
تأكدت أنها لم تنكسر ..
بل تحررت فقط من تلك الغصون ..
كل المشاهد التي تمر عليها .. لم تكن تعطيها انطباعا بالحزن أو الانكسار ..
بل كل شيء يتمتع بالقوة :
الدموع : افراغ للشوائب و استعداد لحياة أفضل ..
الصراخ : يزلزل الكون .. ليشعر الجميع بوجودك ..
الحزن : وقفة مع النفس لتخصيب الكيان بالصبر ..
الغضب : يعتلي بالروح بعد أن تفيض قطراتها وديانا ..
الإنسان : كومة مشاعر متنقلة ..
..
ياااه وقفت كثيرا أتأمل ذاك الوجدان الزاخر بكل معاني الجمال ..
وقفت أتأمل تلك الطفلة الشقية المكتملة الأنوثة ..
الراقية الفكر ..
برقة وعفوية تنبلج بأهازيج الأمان ..
تخلق لنفسها وطنا .. إن هي ضاعت الأوطان ..
وقفت أتأمل تلك اللحظات التي سمت بها حد الرقي ..
و هي عصفورة تغرد لحن البقاء بعزة وكبرياء ..
و قفت أتأمل و الدمع يكسر ذلك الصمت ..
أقلب الأوراق ..
و أفتح أدراج تاريخي .. أبحث فيها ..
عن سنين مضت ..
و أيام مرت ..
و الأسوأ ان نفسي طاوعتني .. فنسيتها ..
رغم أن خطواتها في الذاكرة ثابتة .. كثبات الجبال أمام الرياح الهوجاء ..
إذ أنها صنعت ذات يوم من خيوط الثلج ..
عروسا من ياسمين .. تتلألأ في الذاكرة .. كقطرة الماء ..
و من أمواج البحر قلادة .. نظمتها تعويذة هذيان مباح ..
..
أين أنا منك يا وئام الأمس ؟؟ ..
و أين أنت مني ؟؟..
اشتياق :
لكم اشتقت لحقول ينبض فجرها بياضا ..
فتعكس ألوان الطيف ..
و ترسم على ثغرها ابتسامة ..
و هي تتأرجح كأي طفلة مدللة ..
لكم أفقتدك وئام ..
مخرج :
عندما يمضي الأمس
لا تناديه فإنه لا يعود وصلا
لإنه هجرك عند مغيب شمسه ..
وليدة اللحظة و ايضا بدون مراجعة حتى
بقلمي
وئام