السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حنين مغترب ____ قصة بقلمي
على رصيف ايامه التي تكسوه ثلوج الغربة تنبض روح انسان هلامية،
يحاول التقاط بقايا احلامه، عساها تعيد له نشوة الحياة، حيث هنا
تنتصر المادة على المشاعر...فيأن وجع الحنين الى ارض داستها يوما
خطواته الطفولية وتتآكل ذاته ببطئ من لوعة الشوق الى بيتِ خلا منه...
ففيه جلجلت ضحكاته القلبية حتى إرتجَّ سقف الدار تارة في حضن عائلته الدافئ
وتارة مع رفاق الصبَّا حيث تأججت نار شقاوتهم وبراءتهم دون ان يقدر احد
على اطفائها... تضيء المكان وتسعد من حولهم... أما الآن لا تحيطه سوى
ألوان باهتة ووحدة فيها راغب... كمن يسكن كنيسة فيها هو راهب... بات
يحن اكثر من اي وقت لذاك الزمان الغابر، ولوطن مسلوب كان فيه ثائر،
يحن لكل ذرة رمل، لكل شعرة في رؤوس احبته، لكل بسمة من شفاه اصحابه،
يحن بعنف لصلاة العيد في المسجد،لتكبيرات المؤذن الرخيمة، يحن للبيوت
المجاورة لبيته، للمدرسة التي درس فيها، ولرؤية تلاميذ الصباح وهم
مهرولين اليها...يحن حتى للازقة الضيقة والموحلة، لنسمات عذبة
داعبت خياله، هنا... قف ايها الزمن... ودعني ابقى طويلاً... وابكي عويلاً...
--------
أماه الحنونة، انتظري قريباً الإياب...
فغداً ستسمعين طَرقاتي على الباب
سأنفض غربتي ويزول هذا السراب...
ناجي في غيبتي القمر وتأملي الغروب...
واسألي القدرا فهو الذي يعلم الغيوب
حتى يبزغ الضياء للورى وينير الدروب...
المشتاقة بلوعة - غريبة الوطن