اليوم التالي ..
كان الغد مبشرا بالمعرفة والاطلاع على كنهة هذا الرجل ..
ياترجمان أليس الوقت قد حان
سأتيك بالحديث ولكن انت الأن تثرثرين وحجاب الأبواب فتحوا الباب فلنلحق بالعابرين
لحظة ايها الترجمان أما وقد قلت لي اننا قدغدونا طاقة لا تحرك شيئاً في المكان فلاحاجة لنا بفتح او غلق المكان
فلامادة ستكون مؤصدة الأبواب في عبورنا عبرها
هيه ياربان...
ألا تريدي
ان تغدي مثل الوفود تلفي على بلاط الملوك محفوفة بالترحيب والتهليل
..ومن الأبواب يدخلون
اتراك نسيت ياترجما..
وهل نحن بمحفل من احد منهم نحن الا كالهباء المنثورا أولاحتى هباء فااتركنا من هذه وتلك فلنسرع
لنشعر فقط بما رميت به
أصوات صهيل الخيول وروائح القهوة ونسمات عليلة تتمازج مع بعضها في باحة ليوان القصر العظيم ....
ربان انه هناك ملتقى وفود القبائل في الديوان ..
اسرعي الخطا
اسرعا ربان وترجمان وهما يمران بين الحاشية
الملك قد حضر
يا الهي انه الملك عبد العزيز رحمه الله
سبحان الله عظيم في كل شيء وقد أتاه الله بسطة في الجسم
وعقل فريدا
...
كانت ربانة تقف في طريقه والحاشية تلفه وشدهت من هول ذلك فلم تسطع ا ن تحرك كاهلها فماكان من الترجمان الا ان سحبها الى جانب الطريق
ترجمان عجيب امرك الم تقل لي اننا خبونا في هذا العالم
هو كذلك لكن استطعمي المشهد
وجردي فكرك الى حيث ترينه حقيقةلكن انت فيه غير ذلك ..
جلس الملك على كرسي في سدة الديوان الكبير
والوفود في حضرته
يااااااااااااه ريح العود تعبق في المكان
وهذه العبقرية القهوة تنسج عجبا مع هذا الصبح
وعلى قول ابن حثلين
يا محلا الفنجال مع سيحة البال
في مجلس مافية نفس ثقيلـة
ترجمان اريد قهوة أرجوك
خخخخ لازلنا نعاود ما حكيناه مسبقا لاحول ولاقوة الا بالله
من أين أتيك بها ليس معي ما يقيك الجوع ههنا وانت تريدين قهوة !!!
ــ وكان ذاك الرجل الذي نلاحقه معهم
وما زلت لا أعرف من هو ((كلام تنطقه ربانة في نفسها ))
وقف الرجل وهو مدثر بالعبائة البصرية وعقال اعتلا عمامته وقد زين بالقصب مربع الشكل فصدح وسط الحضور بصوت جهير يزلزل أركان المكان وهو يقول ــ
العز والمجد فـي الهنديـة القضـب
لا في الرسائـل والتنميـق للخطـب
نقضي المواضي فيمضها حكمها أمما
إن خالج الشك رأى الحـاذق الأرب
وليس يبنى العـلا إلا نـدى ووغـى
هما المعارج للأسنـى مـن الرتـب
ومشمعـل أخـو عــزم يشيـعـه
قلب صروم إذا مـا هـم لـم يهـب
لله طــلاب أوتـــار أعـدلـهـا
سيرا حثيثـا بعـزم غيـر مؤتشـب
ذاك الإمـام الـذي كـادت عزائمـه
تسمو به فوق هام النسـر والقطـب
عبد العزيـز الـذي ذلـت لسطوتـه
شوس الجبابر من عجم ومن عـرب
ليث الليوث أخـو الهيجـاء معرهـا
السيد المنجب ابن السـادة والنجـب
قـوم هـم زينـة الدنيـا وبهجتـهـا
وهـم لهـا عمـد ممـدودة الطنـب
لكن شمـس ملـوك الأرض قاطبـة
عبـد العزيـز بلاميـن ولا كــذب
قاد المكانب يكسـو الجـو عثيرهـا
سمـاء مرتكـم مـن نقـع مرتكـب
حتـى إذا وردت مــاء الـصـراة
وقد صارت لواحق أقرب من السغب
قال النزال لنا فـي الحـرب شنشـة
تمشي إليها ولو جثيا علـى الركـب
فسـار مـن نفسـه فـي جحـفـل
حرد وسار من جيشه من عسكر لجب
ــ ــلإكمال القصيدة اليكم رابط لها فهي طويلة لذى استمتعوا بالقراءة لها من مصدرها ـــ
ربانة هذه القصيدة قيلت إبان
جمع شتات المملكة وتأسيسسها
ــ كان جميع البشر في المكان يتمتمون باسمه ذهبت بالقرب من احدهم وسمعت اسمه ــ
محمد بن عثيمين ــ اها
نعم ترجمان اتعبتني كثيرا تذكرت اسمه كانت هذه القصيدة الوحيدة التي عرفتها عنه في كتاب الأدب فقط في المرحلة الثانوية ..
ربانة قفي هل هذه فقط كانت في كتاب الأدب ..
شيء مضحك ان مثل هذا الرجل كان لزاما بدار الثقافة والتعليم ان تقف على أدبه وفكره وأن تعرف ابناء هذا الوطن بمثل هؤلاء ان الرجال مثله قليل
هذا الرجل ليس هين ابدا أبدا اسمعت هذه الأبيات انها من اجمل القصائد على الاطلاق
فعلا فيها شموخا وعزة لقد ابهرتني بلفظها القوي ..
ولكأنها تقايض ابيات ابي تمام في المعتصم اثناء فتح عمورية
السيف اصدق انباء من الكتـب
في حده الحد بين الجد واللعـب
بيض الصفائح لا سود الصحائف
في متونهن جلا ء الشك والريب
نعم يا ربانة هذا الرجل كان رجل حصيفا مثقفا ولكِ ان تنظري فيما حولك .. هو من بلدة صغيرة كيف له هذا الابداع ,,
حري بك ان تظفري بهكذا معرفة هو علم من اعلام الشعر
ويُعدّ ابن عثيمين من أهم الشعراء المحدثين الذين أنجبتهم هذه الأرض؛ ولذلك يطلق عليه (شاعر نجد الكبير)
وهو كبير بحق ويستحق كل تقدير وإكبار، فلقد جدَّد الشعر بعد موات وضعف، ويشبّهه كثير من الدارسين بالبارودي في مصر لأنه قام بدور شبيه بما قام به وهو العودة بالشعر إلى منابعه الأصيلة في العصور الأدبية القوية، وبخاصة في العصر الجاهلي والأموي والعباسي ومن هنا فابن عثيمين لم يكن امتداداً للشعراء السابقين له الذين لان شعرهم وتأثر بأدب ما يسمى بعصور الدول المتتابعة، وإنما كان امتداداً للشعراء الفحول أمثال طرفة بن العبد وجرير والفرزدق وأبي تمام والمتنبي وسواهم.
بصدق ياترجمان هو حقيق بهذا اللقب فقصيدته هذه ليس للقصائد أن تساويها
الا قصائد لأعمدة الشعر العربي الفصيح منذ زمن قديم
هو كذلك ربانة ..
اسرعي فلقد اخذنا الحديث
وهمَ بن عثيمين يجهز ناقته للرحيل ..
ماشاء الله ماشاء الله لقد أجزل له الملك العطايا
اعاد هذا الرجل الشعر الى بلاط الملوك كما في زمن الخلفاء في الدولة الأموية والعباسية ..
هيا نسرع قبل ان يفوتنا هو وقبيله
كانا الإثنين يمشيان على مقربة منه ويطيلان النظر اليه
وهو يجوس في خيالاته ..
لحظات ..
وسأله احد رفقاء القافلة ان يسليهم بروائعه ويا لا فرحة ربانة بذلك الغامرة ..
فكانت هذه القصيدة ..
هوَ الدَهرُ لا يُصغي إلى مَن يُعاتِبُه
وَلـو عَظُمَـت هِمّاتـهُ وَمَآربُـه
لهُ كلَّ يَومٍ غارَةٌ بعدَ غـارَةٍ بِهـا
يَتـرُكُ النـادي تَـرِنُّ نَـوادِبُـه
وَيَعتـامُ مِنـا كـلَّ أَبلَـجَ ماجِـدٍ
كَما اِعتامَ عِقدَ الجَوهَرِ الفَردِ جالِبُه
رُزئنا حَليفَ المُكرَماتِ اِبنَ قاسـمٍ
جَميلَ المُحَيّـا طاهِـراتٍ مَذاهِبُـه
رُزِئنا فَتىً لا يَأمَنُ الضِـدُّ بَأسـهُ
وَلا يَحتَوي أَخلاقَهُ مَن يُصاحِبُـه
رُزِئنا رَبيعَ الناسِ تَنـدي بَنانَـهُ
إِذا اِغبَرَّ وَجهُ الأُفقِ وَازورَّ جانِبُه
سَما فَاِمتَطى شُمَّ المَعالي بِعَزمَـةٍ
وَأَصـلٍ كَريـمٍ أَنجَبَتـهُ مَناسِبُـه
اَناخَ بهِ من لَيـسَ يُدفَـعُ بِالقَنـا
وَلا بِحَديدِ الهِندِ تَسطو مَضارِبُـه
فَلَو كانَ من خَصمٍ أَلَـدَّ لَدافَعَـت
مَناياهُ عنـهُ بِالسُيـوفِ أَقارِبُـه
وَلوكان يُفدى بِالنُفوس وَما عَـلا
من المالِ لم تَعزِز عَليـه مَطالِبُـه
وَلكِن إِذا تَمَّ المَدى نَفَـذَ القَضـا
وَكلُّ أَبيِّ الضَيمِ فَالمَـوتُ غالِبُـه
أَقولُ لِناعيهِ وَقد صَـمَّ مِسمَعـي
أَحَقّاً تَقولُ الصِدقَ أَم أَنتَ كاذِبُـه
نَعَيتَ اِمرَءً ما قارَفَ الدَهرَ سَوءَةً
نَعم لِلمَعالـي وَالعَوالـي مَكاسِبُـه
سَقـاهُ مـنَ الغُفـرانِ وَالعَـفـوِ
وابِلٌ تَزُفُّ إِلَيهِ بِالرِضاءِ سَحائِبُـه
ــــ اكمال القصيدة على الرابط التالي ــ
يتبع التتمة
لم ننتهي بعد من القصة فربانة ومرافقها لم يعودا بعد الى ديارهما فما الذي حدث وعكر على ربانة الرحلة