تباريح الصحراء.
.
.
أصبحَ يوجعُني الشِّعرُ
ويوجعُني
حين أخط ُّ الحرفَ العربيَّ وأتقمص ُ لغة َ الصحْراءِ
وحكمةََ من خلعوا فوقَ الباديةِ سماءً ..
يوجعني الذكرُ ويوجعني
.
.
أفيُضربُ عنكم هذا الذكرُ بأنْ كنتم لا رعويينَ
ولا همجيينَ ولا عجمًا أو عربًا
.
.
أفأضربُ عنكم وجعي منكم وإليكمْ
أنْ كنتم في ريبٍ مما هو منكم
.
.
أمَمِيٌّ هذا الشِّعرُ
ترتلهُ الباديةُ ويعرفهُ الخيلُ
تردِّده الأبلُ الظامئةُ إلى المشربِ
إذ لا تجترُّ
وهذا النبعُ على مقربةٍ منها
.
.
لكن الحاديَّ أعمى
ينعقُ
أنَّى تتبعهُ /
والصحْراءُ سماءٌ
ونجومٌ
وفضاءٌ
وتخومٌ
إبلٌ و خيولٌ
حمحمةٌ وصهيلُ
تعرفُ قافيةَ أبي الطيبِ
تعرف حكمةَ من رفعوا فوق هجير رمالكَ أممـًا
لم تدْركها أممٌ
.
.
لكنَّ الحاديَّ ليسَ بحادٍ
يَنْعقُ
تَنْفِقُ
يَنْعقُ
تَنْفِقُ
تنحلُّ أواصرها تلفظ تاريخا لا يسمنُ
أو يغني عن موت ٍ أصبح يتبعها
إذْ تُقبرُ
ظامئةً لم تجد الفرسانَ
ولن تطأ الميدانَ
يحيى أحمد سليمان
24-10-2007