وذلكَ أَضعَفُ الإيمانْ
إهداء إلى رُوح الشهيد/ عدنان البحيصي
وإلى كل شهداء المسلمين على أرض الجهاد
******
|
أيا حَنّانُ يا مَنّانْ |
ويا مُستخلِفَ الإنسانْ |
إليكَ رَفَعْتُ مُبتهِلاً |
أكُفَّ الشِّعرِ والأوزانْ |
دُمُوعي.. أحرُفٌ سَقَطَتْ |
على وَرَقٍ مِنَ الأحزانْ |
دَوَاتي مِلْؤُها ألَمٌ |
وحِبْرٌ يملأُ الشِّرْيانْ |
أُسَطِّرُ نارَ فاجِعَةٍ |
يُعانِقُني لَظاها الآنْ |
وأَرثي أُمّةً طُعِنَتْ |
تُعاني سَكْرةَ الخِذلانْ |
شعوبُ الأرضِ تأكُلُها |
تُباعُ بأبخسِ الأثمانْ |
ويَصرُخُ طِفلُها ألماً |
فلا تُصغِي له الآذانْ |
يقولُ لهمْ: أغيثوني |
أغيثوا حُرمةَ الأوطانْ |
بُيوتُ اللهِ قد هُدِمَتْ |
وأُحرِقَ قَبْلَها القُرآنْ |
وسُبَّ رسولُنا عَلَناً |
حَبِيبُ الواحدِ الديَّانْ |
ومُثِّلَ -شُلَّتِ الأيدي- |
بِرَسْمٍ سَافِرِ العُدْوانْ |
وها هيَ غَزّةٌ.. باتتْ |
تُغطِّي وَجْهَها الأكْفانْ |
وفي أسواقِ أدمُعِها |
يُباعُ الموتُ بالمَجّان! |
فلا أوقفتُمُ الدُّنيا |
ولا حَرَّكْتُمُ الأجْفانْ |
"وَقِمّةُ" عَجْزِكُمْ ظَهَرَتْ |
وَقُلْتُمْ: (ليسَ في الإمكان!) |
صَدَقْتُمْ! حيثُ لا يُجدِي |
نِداءُ الصُّمِّ والعُمْيان! |
أيَا شُهَداءَ عِزَّتِنا |
وغَزَّتِنا.. وكُلِّ مكانْ |
نِداءُ اللهِ يَرفَعُكُمْ |
وجَنّتُهُ بِكُمْ تَزْدانْ |
هَنِيئاً رُفْقةُ الهادي |
هَنِيئاً جَنّةُ الرحمنْ |
ألا فَلْتُبلِغُوا مِنّي |
سَلاماً فاضَ بالعِرْفانْ |
وخُصُّوا صَاحِباً سَمْحاً |
فَقَدْناهُ.. اسمُهُ "عَدْنَانْ" |
وقولوا إننا ندعو |
لَهُ بالرَّوْحِ والرَّيحانْ |
ونَبْكي فيه إنساناً |
خَلُوقاً يَمْلأُ الوُجْدانْ |
أديباً شاعراً وَرِعاً |
بهذا.. يَشْهَدُ الثَّقَلانْ |
تمنَّينا اللِّحاقَ بِهِ |
إلى الفردوسِ والرِّضوانْ |
ولكنْ ظَلَّ يَمنَعُنا |
سِيَاجُ القَهْرِ والسُّلْطانْ |
فقُمْنا ها هنا نَبْكي |
ونشكو قَبْضَةَ السَّجَّانْ |
وَنَدْعُو اللهَ في ذُلٍّ |
دُعاءَ السرِّ والإعلانْ |
ونَصْرُخُ ضِدَّ هذا الظُّلْـ |
مِ، لا نَرْضَى بما قَدْ كانْ |
وتُنكِرُهُ مَشَاعِرُنا |
وَذَلِكَ.. أَضعَفُ الإيمانْ! |
|
|
********
مصطفى الجزار
1/1/2009