|
سالت جراحك يابغداد راعفةً |
تدمي الفؤاد وتجري العين من ألمِ |
قد داهمتك جيوش البغي زاحفةً |
وأمطرتك بسيل الموت والضرم |
ياقلعة الشرق كيف الحصن داهمه |
علجٌ يمرغ انف العرب بالقدم |
كيف الحياة وقد ديست كرامتنا |
وأثقلتنا قيود الذل كالنعم |
نصحو ونغفو على أنغام سادتنا |
نلهو ونمرح فى البطحاء كالغنم |
حتى غدونا بلا عقل يدبرنا |
فلا نفرق بين السم والدسم |
هذي فلسطين قد عاثت بها زمرٌ |
وبالعراق جرت أنهارها بدم |
يبكي الفؤاد على الأطفال إذ قتلوا |
في هداة الليل بين الأمن والحلم |
هبت أعاصير حرب ريحا لهبٌ |
والموت يقذف أمواجا من الحمم |
ياأمة العدل والتوحيد هل نضبت |
أنهار دمعك أم غارت من السجم |
كيف ارتضيت مراح الذل منتجعا |
والعز فيكم ذُرا ياأكرم الأمم |
والعز دين بحبل الله متصلٌ |
فاستمسكي بعرى الإسلام واعتصمي |
لاتستجيبي لأوثان وإن كبرت |
فالعز لله والتتبير للصنم |
لايخدعنك ما أبصرت من بطرٍ |
فالكبْر من شيم الأنذال والخدم |
ياقلعة الشرق ياعنوان عزتنا |
ياموطن الأسْد من هادٍ ومعتصم |
مهما رمتك يد الأيام من محن |
وداهمتك خطوب الدهر بالرجم |
أو جاءك العلج مغرورا بقوته |
كأن فى أنفه شىء من الورم |
فلن يضيرك شىء من تجبره |
ولن يذلك معتوه من القُزم |
فالشمس تبقى مدى الأيام ساطعة |
ولايعكر صفو الشمس باللمم |
سيكتب المجد فى بغداد ملحمة |
مدادها من دم الأحرار لا القلم |
يادار هارون مذ أرسى خلافته |
والرافعين لواء النصر بالهمم |
هذي سيوفك مافلت أسنتها |
كأنها الصبح مشروعا إلى النُجم |
عهدي بجيش إذا اصطفت كتائبه |
من شط دجلة لامتدت إلى الهرم |
ألا يقيم على خسف يراد به |
حتى يُمزق منشورا على الوضم |
جيش يرد سهام البغي عن وطن |
فيه الحضارة قد شيدت من القدم |
منه تحمّل إبراهيم ممتثلا |
أمر الاله ليبنى قبلة الأمم |
كأن رحلته بالله قد وصلت |
حبل العراق بحبل الشام والحرم |
فلا تفرق بين الواصلين به |
الواصلون بحبل غير منفصم |
جندٌ تظل لها الأقيال واجفة |
(وإن تراءت لها فى النوم لم تنم) |
لا يقرؤن ضيوف الحرب إن نزلوا |
غير المنية والأرماح والخُذم |
غير القذائف لم تفتا معربدة |
(والحرب أقوم من ساق على قدم) |
تقري الضيوف بها صابا وأضرعة |
وتجعل البيض فى الأفواه كاللجم |
وإن تنادوا وخيل الله ضابحة |
والله أكبر تعلو صفحة العلم |
والأذرع السمر باسم الله قد رفعت |
شريعة الله سلطانا على النظم |
أبصرت جبهة امريكا ممرغة |
بين الفرات وهندوكوش والهرم |
هذي الولايات عن كبرت ممتشقا |
حد الحسام وقلت الله ُتنهزم |
قد أسقط الشيخ بالعكاز طائرة |
كانت تراوح بين الشمس والقمم |
قد أرغمتها عصاة الشيخ فانكفأت |
ومرغ الله أنف الكفر بالرغم |
ياأمة العدل والإسلام لاتهني |
فالحق يسمو على الطغيان بالقيم |
والشمس تزهو وإن غطت أشعتها |
سود الغمام وجاد الريح بالديم |
والرعد تبقى له فى السمع جلجلة |
وإن تلفع هذا الكون بالصمم |
والأسد تبقى ملوك الغاب ما افترست |
والنسر يسموعلى الغربان والرخم |
وهل يزعزع من أركانه علمٌ |
إذا تسلق قرد قمة العلم |
ياأمة العرب فى ذي قار قد شرعت |
أسنة البيض لم تقعد ولم تصُمِ |
حتى أذلت جموع الفرس قاطبة |
وأوردتها حياض الموت والنقم |
هذي ربوعك يابغداد مذ خُلقت |
والمؤمنين بها موصولة الرحم |
يستعجلون قرى الأضياف همتهم |
ألا يراق دم فى الأشهر الحرم |
فى كفهم ورق القرآن مؤتلقا |
وبالشمال تلظى حالق اللمم |
هذا تسبح للرحمن صفحته |
وذاك يعبث بالأعراف والذمم |
(شيخ يرى الصلوات الخمس نافلة |
ويستحل دم الحجاج فى الحرم) |
هذا أعد لمن جاءت جحافله |
ومن تجبر من عرب ومن عجم |
تسعون ألفا كآلآف الدبا هرعت |
صوب العراق كسيل جارف عرم |
من يجعل الظلم بين الخلق مرتعه |
فقد تردى الى مستوبل وخم |
عهد علينا وقد جاءت قوافلهم |
الا يعودوا بغير الموت والألم |
ألا يعود إلى أوطانهم شبحٌ |
إلاتميز بالتخذيم والكلَمِ |
أو يحملوه على الألواح منطرحا |
تؤذى الأنوف به من شدة الزخم |
عهد علينا ونحن المسلمين إذا |
ما أقسم الحر منّا بر بالقسم |