|
جِراحُ غزةَ ملءُ السمعِ والبصرِ |
ودمعُ غزّة يدمي مقلةَ الحجرِ |
ونار غزة تشوي قلبَ أمتنا |
ولا مجيبَ من الأصنامِ والحُمُرِ |
عزَّ الحميرُ .. فلو سيموا الأذى نهقوا |
وربما رفسوا الباغي بلا نُذُرِ |
لكن قادتنا لاذوا بصمتهمُ |
على الهوانِ ودسوا الرأس في الحفرِ |
ما قام قائلهم إلا ليفضحنا |
فشاهَ وجهُ العميلِ الخائنِ الأشرِ |
ألم تجد غير قتلانا توبخهمْ |
على ثباتهمُ في لُـجَّـةِ الخطرِ |
ألم تجد غير جرحانا تعاتبهمْ |
على إبائهمُ لعرضكَ القذرِ |
ألستَ تخجلُ من أم تنوحُ على |
أشلاءِ أطفالِها مرهونةَ الحفرِ |
ألستَ تخجلُ من طفلٍ تلاحقنا |
صرخاتُهُ من جحيمٍ ثَـمَّ مستعرِ |
ألستَ تخجلُ من عارٍ يجللنا |
بعد استضافةِ أفعى الغدرِ في مصرِ |
إن كانَ صمتُ نعاجِ العربِ فاضحَـهُم |
فإنَّ نطقكَ عوراتٌ بلا سُتُـرِ |
---------------------------------- |
---------------------------------- |
يا قادةَ العجزِ فكوا أسرَ أمتنا |
أما كفتكم عقودُ البغي والبطرِ |
يا قادةَ الخزيِ أمسى خزيكم خَجِلاً.. |
فقد جَبُـنتُـم ولو عن عقدِ مؤتمرِ |
أقولُ قادتنا والعارُ يملأني |
من واقعٍ شائنٍ بالذلِّ منصهرِ |
قادَ النعاجُ خِرافًا .. ويحَ أمتنا |
أما بها من رجالِ العزِّ من أثرِ |
أما بها من سنينِ المجدِ تذكرةٌ |
تحيي الضمائرَ بعدَ الموتِ والخَوَرِ |
متى تعودُ لدينِ اللهِ تنصرهُ |
بالفعلِ لا بالكلامِ الباهتِ الأثرِ |
فليسَ ينزلُ نصرُ الله من خُطَبٍ |
رنانةِ الحرفِ لكن جدبةِ الثمرِ |
وما العبادةُ دون العلمِ مُغنيةٌ |
وما الدعاءُ بلا بذلٍ بمنتصرِ |
وما الأمانيُّ إن طالت وإن عَـظُـمَت |
بباعثاتِ الحيا في قلبِ محتضرِ |
شاءَ المهيمنُ أن الكونَ أجمعَهُ |
يمشي على سننٍ تجلو خفا القَدَرِ |
عودوا لها مثل ما قد كان أَوَّلُكم |
تَدِنْ لكم مثلَ أمسٍ قادةُ البشرِ |
---------------------------------- |
---------------------------------- |
يا عُصبةَ السوءِ إن الشعبُ منتفضٌ |
فهل لكم في زئيرِ اللَّـيـثِ من نُذرِ |
يا سُبَّـةَ الدهرِ إن حانَ الحسابُ فلن |
يفيدكم وقته عذرٌ لمعتذرِ |
لم تتركوا في قلوبِ الناس من أملٍ |
في الأمس.. أو في غدٍ.. والحاضر العَثِرِ |
غدًا تذوقونَ مُرَّ الكأسِ ويحكمُ |
فقد شربنا بكم بحرًا من الكدرِ |
غدًا سترسلكم نيرانُ ثورتنا |
إلى مثاويكمُ السوداءِ في سقرِ |
غدًا قريبٌ .. فلا تستصغروا شررًا.. |
(فمعظمُ النارِ من مستصغرِ الشررِ) |