|
سَئِمْتُ مِنَ البَاغِينَ سَأْمَ التَّشَاؤُمِ |
وَمِنْ عُصْبَةٍ مَطْمُوسَةٍ بِالتَّنَاوُمِ |
إِذَا كَانَ مِنْكَ الحَقُّ صَدُّوا جَهَالَةً |
وَأَجْهَدُ مَا يُعْيِيكَ جَهْلُ المُخَاصِمِ |
وَأَشْنَأُ مَا يُبْقِيكَ مَحْسُورَ خَافِقٍ |
صَدِيقٌ يَدُسُّ السُّمَّ خَلْفَ البَوَاسِمِ |
أَلَا إِنَّ مَنْ لَمْ يَتَّخِذْ لِلِسَانِهِ |
ضُرُوباً يُلَسَّعْ مِنْ خَفِيِّ الأَرَاقِمِ |
وَمَنْ لَمْ يُرَفِّعْ بِالخَلَائِقِ هَامَةً |
يَجِدْ أَنَفَهُ بَيْنَ الأُنُوفِ الرَّوَاغِمِ |
عَهِدْتُ بَنِي عَصْرِي صُنُوفاً تَكَاثَرُوا |
عِبَادَ المَلَاهِي أَمْ عِبَادَ الدَّرَاهِمِ |
نُفُوسٌ فَجَمْعُ المَالِ أَكْبَرُ هَمِّهَا |
إِذَا لَمْ تَجِدْ مِنْ تَاجِرٍ بَابَ حَاكِمِ |
وَأُخْرَى فَهِنْدامٌ وعِطْرٌ وَغُرَّةٌ |
وَهْلَ شُمَّ طِيبٌ فِي الْتِحَامِ التَّزَاحُمِ |
عِبَادُ الهَوَى إِنْ يَسْتَلِذُّوا تَحَادُثاً |
تَنَشَّوا فِخَاراً بِانْتِهَاكِ المَحَارِمِ |
فَسَاداً وَمَا الشَّيْطَانُ إِلَّا وَلِيُّهُمْ |
يُزَيِّنُ قُبْحَ العَارِيَاتِ الرَّوَائِمِ |
يَمُدُّونَ بِالتَّبْذِيرِ فِسْقاً أَكُفَّهُمْ |
وَيَرْجُونَ مَدّاً مِنْ أَكُفِّ الغَمَائِمِ |
إِذَا لَمْ يَنَالوُا أَبْخَسُوا اللهَ فَضْلَهُ |
وَ إِن أُكْرِمُوا وَلَّوا بِفِعْلِ المآثِمِ |
أَ تَصْلُحُ أَقَوَامٌ تَعَشْعَشَ فِيهُمُ |
مِنْ النُّكْرِ مَا يُودِي بِدَكِّ الجَمَاجِمِ |
إِذَا سِرْتَ فِي خِزِيِ الأُمُورِ وَجَدْتَهُمْ |
عَلَى فَسْخِ أَخْلَاقٍ وَخَلْعِ مَكَارِمِ |
وَإِنْ رُمْتَ إِصْلَاحَ الفَسَادِ فَإِنَّهُمْ |
لَدَى العَوْنِ مَوْهُونُو القِوَى وَالعَزَائِمِ |
فَمُقْتِرِفٌ لِلذَّنْبِ وَالجُرْمِ سَابِقٌ |
تَشَكِّيَ مَظْلُومٍ لِبَابِ المَحَاكِمِ |
وَآكِلُ لِحْمٍ لَا يَلَذُّ طَعَامُهُ |
إِذَا لَمْ يَرَ الأَنْعَامَ حَوْلَ المَطَاعِمِ |
وَرَاعٍ غَرُورٌ لا الرَّعِيَّةُ هَمَّهُ |
وَكِبْرُ غَنِيٍّ لِلْفَقِيرِ مُزَاحِمِ |
فَلِلَّهِ فِيْ وَضْعِ المَقَادِيرِ حِكْمَةٌ |
وَلِلْعَبْدِ مِيزَانٌ لِيَوْمِ التَّحَاكُمِ |
أَتَى عَصْرُنَا المَشْئُومُ ذُلاً وَحَسْرَةً |
بِجَرْحٍ تَفَشَّى حَوْلَنا مُتَفَاقِمِ |
تَلَوُّثِ فِكْرٍ وَانْتِشَارِ سَفَاهَةٍ |
وَوَأْدِ عُلُومٍ وَانْتِشَالِ مَعَالِمِ |
تَنَغَّصَ عَيْشُ الصَّالِحِينَ بِخُبْثِهِ |
وَكَيْفَ يَضُوعُ المِسْكُ بَيْنَ البَهَائِمِ! |
وَكَيْفُ يَرُومُ الصَّرْحَ لِلْعِزِّ مَاجِدٌ |
بِأَرْضٍ بِهَا تَحْيَا جُمُوعُ الهَوَادِمِ! |
أَيَأْمَنُ مِنْ مِخْرِ البِّحَارِ مُسَافِرٌ |
مَتَاهَتُهُ فِي مَوْجِهَا المُتَلَاطِمِ |
وَيَنْشُدُ سَاعٍ لِلصَّلَاحِ تَكَافُلاً |
أُنَاساً بِهَا العُبَّادُ دُوْنَ القُمَاقِمِ |
إِذَا نَحْنُ آثَرْنَا الخُنُوعَ مَذَلَّةً |
فَمَا ذَنْبُ أَطْفَالِ البِلَادِ البَرَاعِمِ |
أَلَا لَيْتَ يُجْدِي فِي سَلَامَةِ أُمَّتِي |
دُمُوعٌ فَأَسْقِيهَا بِصِدْقِ السَّوَاجِمِ |
وَلَيْتَ لَهَا عِنْدَ المَصَائبِ نَخْوَةً |
تَدُكُّ بِهَا صُلْبَ الأُمُورِ العَظَائِمِ |
أَلَا أُمَّتِي طُوبَى لِعَبْدٍ بِمَا رَأَى |
لَدَى اللهِ مِنْ رِضْوَانِهِ وَالمَغَانِمِ |
هَنِيئاً لَهُ أَنْ لَوْ تَرُعْهُ مَنِيَّةٌ |
عَلَى الحَقِّ مِنْ جُوْرِ العِدَا لَا يُسَالِمِ |
يُقَابِلُ أَهْوَالَ الرَّدَى بِشَهَادَةٍ |
سَعِيداً يَرَى حُورَ الجِنَانِ البَوَاسِمِ |
كَفَانَا ادِّعَاءً عِزَّةً وَهْيَ رَايَةٌ |
هَوَتْ فِي بِلَادٍ مَا بِهَا مِنْ دَعَائِمِ |
سَلَامٌ حَيَاتِي أَيْنَ مِنِّي مَحَبَّةٌ |
وَفِيكِ مِنَ الأَطْبَاعِ مَا فِي الأَعَاجِمِ |
لَقَدْ كُنْتُ لَوَّاماً عَلَى كُلِّ زَلَّةٍ |
وَقَدْ آنَ أَنْ أَحْيَا الدُّنَى غَيْرَ لَائِمِ |
حَيَاةٌ تَغُرُّ الهَائِمِينَ تَطَاوُلاً |
بَِها يَرْتَجِي المَكْلُومُ حُسْنَ الخَوَاتِمِ |