لا شيءَ يعرفني هناكَ
الكلُّ ينكِرُني..
عيونُ الحاضرينَ..
وربطةُ الجرسونِ..
والجدرانُ ،في لغةِ السماءِ،،،
ولحنُ جيتارِ المُغَنِّي كان ينكِرُني
وملعقتي
ومنديلي
فأرسمُ في مُخَيِّلَتي
ممالكَ ليلَةٍ بيضاءَ تغسِلُ وجهها تحتَ القمَرْ..
فأكونُ فيها المالِكَ الأبَدِيَّ..
والسلطانَ...
خازِنَ مائها والملحِ
دونَ قصائدٍ تتلى عَلَيَّ لحفظها عن ظهرِ قلبْ..
ثمَّ آتي كي أصُبَّ نبيذها العَسَلِيَّ في تلكَ الكؤوسِ السَّافِرَةْ
قد كنتُ في لغةِ السَّلاسَةِ بينهم نَكِرَةْ..
حَجَراً..
يُحَرِّكُني صديقي الطَّيِّبُ المحبوبُ بين الحاضرينَ..
يريدُني أن أتقِنَ اللغَةَ الحديثَةَ ههنا أكثَرْ
لأكونَ ،في هذا المساءِ ،مُجامِلاً غيري..
أحَدِّثُهُم عن الأسماءِ والأشياءِ في مُدُني
وعن تَرْويدَةِ العُشَّاقِ إن عَشِقوا..وعن تعويذَةِ الشُّعَراءِ إن حَنِقوا..
وعن هذا المساءِ..
يريدُني لأكونَ ،في هذا المساءِ، قصيدَةً عَفَوِيَّةً
تلقى العيونَ فَتَبْسُمُ
وتوَزِّعُ القلبَ الحنونَ على الأحبَّةِ
تَغْزِلُ الصُّوَرَ السَعيدَةَ والبَعيدَةَ من عيونِ الحاضرينَ..
وترسُمُ
لكنَّني يا صاحبي نَكِرَةْ
لو كانَ يعرِفُ ،من أتى ،أنِّي أرَتِّبُ غُرْفَةَ العزفِ الصَّغيرةِ مرتينِ...
لربمااحتفلوا بدمعَةِ خافِقي
وقصيدةٍ
وبَقيَّةٍ نَخِرَةْ...
لكنني يا صاحبي نَكِرَةْ
في حضرةِ الليلِ الذي يرثي الهوى..نَكِرَةْ..
وتقولُ سيِّدةٌ ،ورائي ،لي:تَنَحَّ فإنَّ وجهي لم يَبِنْ في صورَتينِ..
أمرُكِ..
أمرُ مولاتي
وأرجِعُ خطوتين..
وأصيحُ في نفسي:
وقفتِ أمامَ مولاتي؟؟؟...لحاكِ اللهُ يا نفسي
ومُروِّضُ الجيتارِ داسَ حذائيَ الحافي
ويشزُرُني!!
وحينَ رفعْتُ عيني نحوه كانت تُؤَمِّلُ منهُ معذِرَةً
ولكن..
كان يشزُرُني!!
فيا بؤسي
وَقَفْتِ بوَجْهِ خُطْوَتِهِ؟؟؟.....لحاكِ اللهُ يا نفسي
لا شيء يعرفني هناك
الكلُّ ينكِرُني
وإنِّي الآنَ أُنكرُ ذاتِيَ المَضغوطَ في مُدُني
فَعُدْ ،يا صاحبي المحبوبَ،بِي لِهَوايَ في مُدُني
فوحدَكَ أنتَ..
وحدَكَ يا صديقي
أنتَ..
تَعْرِفُني
11:24pm
13/12/2008