قالت وهي تحدثني هو يرى أن المرأة مطبخا وخدمة منزلية , وأراني خلقت للعلم والمعرفة وملازمة الكتب .. استمعت إليها بل أنصت وجال بخاطري .. مامعنى أن تكوني امرأة ..أنثى ؟! ماهي الصفات المطلوبة لتحقيق هذا الأمر السامي المتسامي .. هل تتنافى واجباتك المنزلية مع كونك امرأة محبة للعلم والثقافة وتطوير الفكر ...؟!
اعتقد والاعتقاد يقين ... أن العلم وتطور المدارك العقلية يؤدي بالضرورة إلى تناغم بين متطلباتك الفكرية وحس الأنثى بداخلك
العلم وطلبه لايتعارض أبدا مع واجبات المرأة التي خلقت من ضلع الرجل .. من مادة حية لتهب الحياه وليسكن إليها , وفرضت عليها واجبات حسن التبعل له , ووصفت أفضلهن بأنها الولود "الودود" ..إذا فالمودة شرط أساسي لتكتسي المرأة بصبغة الأنوثة التي تحرص عليها وإياها تنشد ... والوداد حلة تكتسب بعمل تقوم به تسعى من خلاله إلى الوصول إلى قلب من أرادت أن تكون له أو تشاركه حياته ..أو من يشاركونها حياتها ... فهي لابد أن تكون مثلا ودودة عطوفة برة بوالديها وإخوتها ورحمها وهو- أيضا مطلب يطلب من الرجل- فإذا انتقلت لبيت الزوجية لزمها أن تتودده بما يحب استجابة لأمر الله ثم نداء الفطرة بداخلها .. فتنكب الفطرة أساس كل داء حل مجتمعات الإنسانية .. وهي تبالغ في لاستجابة إذا ماذكرت أن الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة التي هي من سعادة ابن آدم إذا تحققت فيها الشروط والتي لخصها نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله.. أنه إذا نظر إليها سرته فتحاول قدر الإمكان الحفاظ على مايسره في هيئتها الخارجية والداخلية بشذى عطر يفوح من ثيابها وفكرها ومعاملتها , وإذا أمرها أطاعته وهنا تتجلى قمة الانصياع لله وحبه ومدى تحصيلها العلمي فطاعتها له هي من أصل طاعة الله وحصيلة فهم وإدراك لحقيقة وجودها فهي ماخلقت إلا لعبادة الله تعالى
( وماخلقت الجن والأنس إلا ليعبدون ماأريد منهم من رزق ولاأريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)
وبذلك هي تقطع الخطا حثيثة نحو الجنة وقصر فيها ففي الحديث ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ..قيل ومن يأبى يارسول الله .. قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) فلو فعلت تعبدا لله وتوددت لمن يشاركها الحياة لرزقت من الله قوة التحمل والصبر والطاقة على القيام بواجباته وطلباته وماتريد الحصول عليه من علم ودرجات عليا بإذن الله ... ونواصل المسير مع بعض صفات هذه المرأة التي ميزها الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم فيقول وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله ..أوليس هذا يتطلب عقلا واعيا وعلما بأحكام الله فيما يختص بالتدبير والإنفاق الوسط والأمانة والدراية بالقيم والعادات الإنسانية العريقة الكريمة..!
لاأعلم باتت بعض النساء يرين أن الخدمة المنزلية تنقص من قدرهن وهي على العكس ..فهي حين تفعل كما يقال في العامية ( الطبيخ نفس ) تضع شيئا من بصمات روحها وإحساسها على ماتنتج فيختلط برحيق ودادها في دماء زوجها ومن تحب حاملا معه أنزيمات الامتنان والعرفان والتقدير التي تحفز الود والحب في نبض قلبه فينعكس على معاملته لها وتقديره إياها كناتج للتفاعل المطبخي الذي بدأته ودا وحسن تبعل.. وهذا الأمر يكون أيسر مايكون إن كان الشريك سويا مؤمنا واعيا ويزداد صعوبة كلما تعقدت نفسية الشريك أو المرأة.. وفي حالة اضطراب نفسية الشريك يلزمها لامحالة الصبر ومعاملته كحالة مرضية تتطلب العلاج وللمريض عذر. مستعينة بالله تعالى سائلة إياه الهدى والسداد ..فيقينا آمنت قوله صلى الله عليه وسلم " استعن بالله ولاتعجز" .. وعليها أن لاتعانده فتصبر على أن تمسك كتابا في وجوده أو اهمال طلباته الزوجية وكانت الصحابيات يختلسن ساعات من الليل للعبادة لما كن تحت رجال كافرين بالله وصبرن على ذلك ومنهن من من الله عليها بهدايته ومنهن من كفاها الله شره ... هي تعالج والعلاج يتطلب ودا وصبرا ومرونة ويقينا بفعالية العلاج .. وإيمانا بالجانب الآخر واحتسابا .. فهي أيضا علوية وتريد الجنة .. وحفت الجنة بالمكاره والمكاره تتطلب الصبر ولذا حثنا الله تعالى عليه بقوله ( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) لاأعلم حتى اليوم وأنا بحمد الله وفضله ومنه أقف على أبواب الحصول على أعلى الدرجات العلمية .أرى أن الأنوثة هي عمل المرأة متمثلا في مسلك حواء الأم ..وأن حسن تبعلها فخر وتوددها إليه نصرها الذي تحرز .. فيا لجمال تلك اللحظات التي يأتي إليها فيها تعبا لتترك كل التزاماتها وتقدمه عليها لتزيل عنه مايرهقه وتوفر له مستلزمات راحته .. ثم تقعد أمامه بكل الحب والرحمة والتواضع والحنان توددا إليه على الأرض ترفع رأسها بود واحترام ووقار وهو قاعد على كرسيه ينظرها بامتنان قائلة حبيبي هلا أذنت بهذا .. هلا سمحت بكذا ..في معادلة تسير وفق قوانين الطبيعة إذ تحترم قوته ويقدر ضعفها.. والله إن لهذا فعل السحر إذا مااحتسبت الأمر عند الله فلا تجعلن الشيطان يسخر بها أو يهزأ .. ويخبرها أن لاوقت لديها فاتركيه واهمليه وقومي مسرعة شعارك نفسي نفسي ... إن الوقت بيد الله وهو من يباركه لو أطاعته سبحانه لحلت البركة وكفاها لاحتياجاتها وطموحاتها وفاض.. مايمليه عليها الشيطان هو في واقعه مدخلا ليذهب بها إلى النار وبئس القرار ..
اعملي لطاعته ونيل رضاه وتذكري كيف كانت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها تخدم المصطفى صلى الله عليه وسلم , وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم وأسماء ذات النطاقين .. جميعهن أحسن تبعل أزواجهن وفاح ذكرهن عبقا في التاريخ وكن أعلم نساء الأرض ويكفي عائشة أن يقول في حقها صلى الله عليه وسلم "خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء"..هذه خديجة أم المؤمنين التي كانت تحسن التبعل رغم عزها شرفها وثرائها وكيف كانت له حصنا عاد إليه من الفزع فتثبته بقولها ثم فعلها ووهبتها بعد ذلك حياتهاو عمرها فبشرها الله تعالى ببيت في الجنة من قصب لانصب في ولا وصب
لازالت لا أرى الأنوثة إلا حواء الأم تلك التي تحن للأمومة والزوج والسكن وأراها الطبيعة .. أما مانراه من تشدق وادعاء عبر وسائل الإعلام والمدبلجات ماهو إلا أحلام وأوهام وأساطير يراد بها تهديم الأسر من خلال تمرد المرأة وتعاليها وهي لن تكون مهما فعلت إلا من ضلعه المعوج تحكمها سنن الله التي لن تجد لها تحويل ولا تبديلا متمثلة في عواطفها بالدرجة الأولى ..ولاننفي عنها العقل .. وماحَكَـمتها إلا لِحِـكمة الله الحكيم الذي نؤمن به ونتعبده بأسمائه الحسنى التي من ضمنها صفة
" الحكيم "
ضاعت الأسر وتهدمت البيوت حين ضاع مفهوم الصبر وحل محله التعجل فكانت الندامة ونسينا (ن الله مع الصابرين) ونسينا أن من صفاته أنه سبحانه وتعالى أنه (الصبور)...
وأخيرا لنذكر قوله تعالى ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) ..... اللهم اجعلنا كما تحب وترضى ...آمين