" أكره هذا الرجل "
" حين كتب جملته الأخيرة ؛ كانت مفاجئة بالنسبة لي بعد صمته الذي حلَ علي قلمه منذ ما يربو علي سبع سنوات لم يكن يكتب خلالها إلا قصاصات أوراق يحاول الاحتفاظ بها جاهداً لعله يرجع إليها ذات يوم ينقحها ويبث فيها بعض الأمل الضعيف 0
أو ربما يأتيه شيطان الشعر أو جنية الأدب لتلهمه بعض من الوهم ليكتبه سطورٌُُُ فوق الأوراق0
كانت مفاجئة وكارثة لأنني أعلم علم اليقين أن خلف كل كتاباته الأدبية امرأة 0
وهذه المرة كتب نصاً وليس شعراً تأكدت أنها امرأة ؛ جائني تلك الليلة يقفز مثل الأطفال ترسم وجه البرئ ابتسامه عريضة ؛ لقد كتب ونقح وطبع في ليلة واحدة 0
تري من ملهمته هذه المرة ؛ أهداني إياها فقرأتها سريعاً ثم تناولتها مرة أخري بتأني ؛
وكانت المفاجئة الحلوة أنا من ألهمته هذه المرة pأخيراً بعد كل هذا الصمت0
كتب لي شيئاً ؛ ولكن لم يكتب شيئاً يفرحني رغم أنه أسعدني 0
دائماً أشك فيه وفي أدبه ؛ أشعر أني غير ملهمته أنا أكره شعره وأكره أدبة
رغم أنه أحرق كل دواوينه التي كتبها في الماضي ومزق كل خواطره القديمة وصمت سبع سنوات إلا أنني أشعر أنه يكتب علي أطلال دواوينه المحترقة ويستحضر صور الماضي ويسقطها علي الحاضر الذي يعيشه ولا يعيش فيه
أنا أكرهه حين يكتب؛ أكره شعره ونثره أريد رجل عادي بلا نثر بلا شعر
أريده صامتاً لا يتكلم أحب نظرات عينيه الحنونة وبسماته الرقيقة وحبه الجارف حين يرفع صوته يؤنبني ويعدل من سلوكي وتصرفاتي ؛ أحب فيه كل شئ وأي شئ إلا أن يكتب أحبه رجل بلا قلم بلا إلهام أو دعاء أو شذي 0"
كانت هذه هي المرة الأولي التي أتسلل فيها إلي حقيبتها الخاصة وأفتش في مذكراتها التي تعودت أن تكتبها منذ أن علمتها أن تكتب 0
رغم علمي أنها لا تحب شعري ولا تحب أدبي إلا أنني لا أستطيع أن أتوقف عن الكتابة وأجد نفسي بين المطرقة والسندان حين أحاول أن أثبت لها أنها هي ملهمتي وأنني كبرت ونضجت وأن ما أكتب حاضراُ من الحاضر0
دق جرس الباب ؛ لقد عادت من العمل أغلقت ذاكرتي وحيرتي لملمت ُ باقي أفكاري المشوشة من الغرفة ورششتُ بعض من العطر الذي تحبة لعلها لا تشم شيئاً من الماضي ؛ أسرعت إلي الباب ؛ " نعم ؛ نعم ؛ أنا قادم ؛ قادم000
سامح محرم
2009-02-11