المكان:النمسا
الزمان:حيث أدركت اني وحيد
لم أكن أحس بالغربة ابدا" حين أشتاقك أفتح جهاز الكمبيوتر اتصل بك فـــيطل منه وجهك النوراني
من وراء البحار ومن وراء البحار ايضا"يصطفق قلبي شوقا" إليك ويتسلل صوتك الرخيم ليستقر فيه
كانت كلماتك دافئة كروحك ترمم رجلا"في المهجر غادر الوطن قسرا"وأختار أنثى مثله معجونة بتراب
أرضه المقدسة ليرى في عينيها أمه وكل أمهات فلسطين وأنا المحروم من أمي منذ الولادة.....
قلتي لي ذات لقاء:
سأبقى معك لآخر قطرة في دمي...
غبي أنا...كنت مزهوا"بتلك اللحظات التي أسمع فيها صوتك ولم أعي ماكنه هذه الجملة الموجعة؟؟
وبدأالهجوم الإسرائيلي اللعين جئت من خارج شقتي مسرعا"فتحت جهاز الكمبيوتروبالكاد أطل وجهك
كنت ترتعدين من الخوف لم نطل....
لكنك قلتي :قدتكون هذه آخرمرة أراك فيها
وكان ماقلتي اشتد القصف الإسرائيلي الهمجي وانقطع الإتصال مع غزة
فأنطفأ وهج الكلمات...
أزيز الرجل المنكسرفي داخلي يحفرصدري وطيفك يحوم حولي فأهشه بيدي لألتقط أنفاسي المبعثرة
وفي اليوم الثاني عشر فتحت جهاز التلفاز كانوا ينقلون جرحى الغارات الإسرائيلية إلى المستشفى
وكطعنة خنجر فجأتني رأيتك يحملونك إلى المستشفى وجرحك ينزف ...
لم أسمع صوت قلبك حين بدأيضعف شيئا"فشيئا حتى سكت...
لكني على يقين أنني موجود معك حتى آخر قطرة طاهرة سالت من دمك على ممرات مستشفى الشفاء.