التَّتَرِىّ
(إحداثيةُ شهريار)
يا سَيَّاف .. !
هل صِرتَ كتمثال الشمعِ يُفَرِّقُ صَوتى
و يحاكى تلبيةَ الصُّم ؟
أم أغراكَ حنانُ النِّسْوَةِ
تَقْطَعُ أمرى إبدالا للعُنُقِ الماثل ؟
أم –قُلْ- مالَكَ لا تهتمْ ؟
قد حَدَّثْتُكَ !
تخشى المعركةَ الفرديةَ
أم وقَعَتْ عيناكَ بعينِ البِنتِ
فبَدَّدَ سِحْرُ الأزرَقِ فوقَ نِصالِكَ
لونَ الدَّمْ ؟
يا ابن المجذوبينَ أجِبْنِى !
قد عاينتُ جفافَ حُسامِكَ ..
لولا أن عاينتُ البنتَ صبيحةَ يومى
تمرحُ من عتَبَاتِ القصرِ إلى أقصاهُ
لقُلْتُ بأنَّكَ
قد بَدَّلْتَ الأسلوبَ البَدْئِىَّ
تَرَكْتَ الذَّبْحَ إلى تجربةِ السُّمْ !
لكَأَنّى ألقاكَ وديعًا ..
و تُهاجِرُ حُمْرَتُكَ المعهودةُ فى عينِكَ
-يا سياف الغبرةِ- كى تسكُنَ خَدَّيْك !
أتُجارِى الميثاقَ بـ "أوسلو" ؟
أم "كامبُ" تُعَدِّلُ فى بندٍ للرِعْدِيدِ يناسبُ
قَصْرِى بين يديك !
أم تخرِقُ جَنَّةَ هولاكو ؟
..
ياللسُّخْفْ.
رائحةٌ للفُلِّ تُغِيرُ على مملَكَتِى
مَن أحضَرَها ؟
من أفْسَدَ بالمِسْكِ مسامَ الصُّبْحِ
و بَلَّلَ بالكورالِ تَزَاحُمَ صَمْتِى ..؟
مَن كَسَّرَ أصنامَ الوحدةِ
دون الإبقاءِ على نَحْتْ ؟
من شَيَّدَ فى قَصْرى قَصْرًا
يحشو الجدرانَ بطوبةِ فِرْدَوسٍ
تَتْبَعُها طوبةُ شىءٍ مِن أجملِ ما بُحْتْ ؟
يا سَيَّافَ النَّكْبَةِ والسُّحْت !
أخبِرْنِى ، مَن قام بهذا فى يومينِ
و كيْف سَمَحْتْ ؟
قَدْ أحلَلْتَ بِمَنْ تنقِذُها عمركَ
فلْتَتْبَعْنى كى أقطَعَ عن عُمرِكَ باذرةَ النُّورْ.
إبقاءُكَ بالحِلِّ خرابٌ
إنِّى لا أتصَوَّر أن تنمو فى هذا القصرِ
زُهُور !
12/2/2009