لا تَكْتُبْ سِفْرَ العِزَّةْ .... قَدْ كَتَبَتْ ذَلكِ غَزَّةْ
بِمِدَادِ دِمَاءِ الشُّهَدَاءْ
مُرْغِمَةُ أُنُوفِ الأَعْدَاءْ
صَامِدَةً فِي وَجْهِ صَوَارِيخِ العُمْيَانِ..
َأَمَامَ المَوتِ وَهْولِ الصَّوْتْ
صَابِرَةً لَا تَخْشَى الحَرْبَ وَلَفْحَ النَّارْ
لا تَخْشَى إِلِّا الجَبَّارْ
حَارِسَةً ثَغْرَ الإسْلامْ
تَحْمِي مَا بَاعَ الحُكَّامْ
أَعْوَامًا تِلْوَ والأَعْوَامْ
وَقَفَتْ والَعَالَمُ يُبْصِرُهَا رَمْزَ مُقَاوَمَةٍ وَإِبَاءْ
حِصْنًا فِي وَجْهِ الطُّغْيَانْ
لَمْ تَخْضَعْ لِعَدُوِّ اللهْ
للشّّعْبِ القَاتِلِ رُسُلَهْ
الغَاصِبِ وَطَنًا أَهْلَهْ
المَدْعُومِ بِقُوَّةِ أُمَمٍ لَفَظَتْهُ لِِأَرْضِ المِعْرَاجْ
أَرْضٌ بَارَكَهَا الرَّحْمَنْ
***
أَوَ تَكْتُبُ سِفْرَ العِزَّهْ ... قَدْ كَتَبَتْهُ لَنَا غَزَّهْ
نَحْنُ العَرَبَ كَتَبْنَا الذُّلا
صَمْتٌ مُخْزٍ
أَوْ شَجْبٌ أَكْثَرُ خِزْيَا
وَالأَمْنُ الدَّوْلِيُّ يُؤَمِّنُ لِلْغَازِي الغَاشِمِ غَزْوَهْ
وَيُغَطِّي مَا لَيْسَ يُغَطَّى مِنْ عَارِ العَصْرِ المَوْبُوءِ بِصِهْيَوْنْ
صِهْيُونُ الحِقْدِ وَالاسْتِبْدَادْ
الضَارِبَةِ العُزَّلَ أَطْفَالاً وشُيُوخًا وَنِساءَ
المَرْعُوبَةِ رَغْمَ دُرُوعٍ وَحُصُونٍ مِنْ نَبْضِ مُقَاوِمْ
عَارٌ دَوْلِيٌّ لا يُغْفَرْ
خِزْيٌ عَرَبِيٌّ لا يُسْتَرْ
..
.
يَا غَزَّهْ
يَا غَزَّهْ
يَنْصُرُكِ إِلهُ العِزَّهْ
مَنْ نَصَرَ بِبَدْرٍ عَبْدَهْ
مَنْ يَنْصُرُ أَبَدًا جُنْدَهْ
مَن لا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ قَطُّ
فَادَّرِعِي صَبْرًا يَتَحَطَّمُ تَارِيخُ العُدْوَانِ عَلَيْهِ
وَارْمِي بِحِجَارَتِكِ حُصُونًا تَأْوِي الجُبَنَاءْ
وَبِعِزَّتِكِ كَرَاسِي الرُّؤَسَاءْ
تَتَعَلَّمُ مِنْكِ شُعُوبُ العَالَمِ وَالمُحْتَلُّ دُرُوسَ مُقَاوَمَةِ العُدْوَانْ
وَخُصُوصًا إِنْ كَانَ العُدُوَانُ بِهَذَا الطُّغْيَانْ
تَتَعَلَّمُ مِنْكِ َفَدَاءَ الأُمَّةِ للأَوْطَانْ
..
.
أَشَنْعُ مَا عَرَفَ التَّارِيخُ حُرُوبًا أَجَّجَهَا صِهْيَوْنْ
أَخْونُ شَعْبٍ بَيْنَ شُعُوبِ العَالَمِ مَنْ وَالَى صِهْيَوْنْ
أَمْكَرُ أَخْبَثُ أَكْذَبُ قَلْ أَبْذَأَ مِنْ ذَلكَ فِي صِهْيَوْنْ
أَعْوَانُ يَهُودْ
عَبَّادُ كُؤوسٍ وَنهُودْ
سُكَّانُ قُصًورٍ شِيدت مِنْ أَسْلِحَةٍ وُجُنودْ
نُقَّاضُ مَوَاثِيقِ سَلامٍ وَعُهُودْ
***
لا تَكْتُبْ سِفْرَ العَزِّةْ ... بَلْ غَزَّةَ غَزَّةَ غَزَّهْ
رَمْزُ الشُرَفَاءِ الأَحْرَارْ
فَخْرُ الكُرَمَاءِ الأَخْيَارْ
مُنْقِذَةُ الشَعْبِ مِنَ العَارِ
حَامِيةُ العُشْبِ مِنَ النَّارْ
مُطْعِمَةُ الحُرِّيَّةِ تَضْحِيةً وَصُمُودَا
مُلْقِمَةً مَزْبَلَةَ التَّارِيخِ صَهَايِنَةً وَيَهُودَا
الحَجَرُ يُكَبَّرُ بَيْنَ يَدَيْهَا: ارْمِينِي أَقْتُلُ أَعْدَاءَكْ
الأَرْضُ مُبَارَكَةٌ : إِنِّي أَبْصُقُ أَعْدَاءَكِ
لا أَسْتَقْبِلُ إلا أَشْلاءَكِ وَدِمَاءَكْ
وَسمَاءُ اللهِ لِأَرْوَاحِك يَا غَزَّةُ تَفْتَحُ أَبْوَابَا
ومَلائِكَةُ اللهِ تَزَفُّ تَحُفُّ إِلَى الجَنَّةِ زُلْفَى
فَهُنَاكَ نَعِيمٌ أَبَدِيٌّ أَمْنٌ لا حَزَنَ هَنَاك وَلا خَوْفَا
السُّنْدُسُ يُكْسَى أثِيَابَا
والكَوْثَرُ سُقْيا وَشَرَابَا
وَفَوَاكِهُ مُشْتَهَياتٌ
وَقُصُورٌ ذَهَبِيَّاتٌ فِضِّيِّاتٌ دُرِّيَّاتٌ
فِيهَا حُورٌ مَقْصُورَاتٌ
مَجْعُولاتٌ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابَا
..
.
أَمَّا الدَّنْيَا يا لَلدَّنُيَا
يَا غَزَّةُ قَدْ أَضْحَتْ غَابَا
مُلِئَتْ أَشْبَاحًا وَذِئَابَا
فَاقْتَلِعِي أَنْيَابَا الغَاصِبِ نَابًا نَابَا
تَحْمِينَ قَدَاسَةَ أَرْضِكِ َدِينَكِ والشَّعْبَ العَرَبِي
وَتُعِيدِنَ كَرَامَتَنَا المَسْلُوبَةَ مِنَّا مُنْذُ عُقُودٍ ..
فَلَأَنْتِ الأَرْضُ المُنْجِبُةُ لِتَارِيخِ العَزَِّةِ كُلَّ أَبِي
وَلَأَنْتِ صَبَاحُ العَصْرِ ..
وَمِفْتَاحُ النَصْرْ
فَلْيَسْقُطْ بَعْدَك مَنْ خَانَكِ أَوْ خَانَ النَّصْرْ