بيان المعرض
الإنسان قُد من معان النسيان تارة ومن معان الظهور تارة أخرى, فيكون ظاهراً في : مبادئه، وقيمه ،وفكره , وأخلاقه ، ودينه...
ومتى ما هبت عليه رياح النسيان فإن الأثلجة والتجميد هو البديل لكل ما هو قيم ...
و وسط أكوام المجمدات ثمة ما يستحق ....
فهل ثمة ما يستحق ؟؟
فيصل الخديدي
جريدة المدينة السعودية
الجمعة, 20 فبراير 2009
افتتح الدكتور سعيد السريحي بأتيليه جدة للفنون الجميلة يوم الأربعاء الماضي المعرض الشخصي للفنان التشكيلي فيصل الخديدي مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالطائف تحت عنوان “ثمة ما يستحق”، حيث تميّز المعرض برؤية جديدة اشتغل عليها الخديدي لعدة سنوات متّخذًا من الثلاجة مكانًا لعرض لوحاته وسط أكوام الثلج، وفي أكثر من ثلاجة ذات واجهات زجاجية تحمل دلالات فكرية. وعقب افتتاحه للمعرض تحدث الدكتور السريحي بقوله: في معرض فيصل فلسفة فكر وجرأة فنان، فهو يلتقط مأساة الإنسان المعاصر حينما تتهادى من حوله الأشياء تحت وطأة النسيان تارة وتحت وطأة الاستهلال والابتذال تارة أخرى، بدءًا من الطفولة، وانتهاءً بقيم الفن الرفيع، ثم يستفيض الفنان داخل ذلك الفيلسوف بجموح مَن يبحث عن شكل مختلف لرؤيته للعالم من حوله، فيتخذ القوالب الثلجية تجسيدًا لهذه المأساة، ثم يتجسد الرمز بعد ذلك في اتخاذ الثلاجة نفسها كأداة لتقديم العمل، ويخطو بعد ذلك خطوة ثالثة لكي تصبح الثلاجة جزءًا من العمل وليس أداة لعرضه فحسب، وذلك ما تكشفه عندما نرى توقيع الفنان على الثلاجة وليس المعروض داخل الثلاجة.
ويختم السريحي بقوله: الخديدي كسر بجرأته دائرة التوقع واستطاع أن يقدم لنا عملاً مختلفًا في مضمونه وفي شكله السائد للأعيان.
كذلك تحدث الدكتور عادل بهجات أستاذ نقد الأدب الحديث المشارك بجامعة الطائف بقوله: الفنان الخديدي يعرض وجهة نظره تجاه تغير بعض المفاهيم في مجتمعنا العربي عمومًا، ومن هذه المفاهيم يريد أن يقول إن الناس أصبحوا بعيدين عن تذوق الفنون، وبعيدين عن المعرض.. وكان يعرض على اللوحة حاجزًا كأنه يريد أن يقول إن الفن أصبح محنطًا، فلا أحد يتلقاه، وهذا دعاه لابتكار طريق جيدة لعرض أعماله، وقد وضع رسالته في تشكيل كأنه يريد أن يقول “رسالتي لا تجد من يهتم”.
ومن جانبه يقول مساعد محمد العتيبي: الأعمال التي قدمها الخديدي في معرضه تحمل جرأة كبيرة، وهذا الطرح غير مسبوق في الساحة التشكيلية، فقد قدم الخديدي أعماله الفنية حسب رؤيته للأشياء، وقد استخدم “خط الثلث” في أغلب أعماله الفنية والمتعة والنجاح هو محاولة إذابة هذا الثلج. والفنان يملك موهبة واضحة ويعتبر مدرسة في المجال التشكيلي لا يعتمد على تقليد الآخرين؛ بل يقدم أعماله برؤية خاصة به وهذا من النجاح.